سورة الأحزاب
وهي مدنيّة بإجماعهم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (١) وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (٢) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (٣) ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللاَّئِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (٤))
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ).
(١١١٥) سبب نزولها أنّ أبا سفيان بن حرب ، وعكرمة بن أبي جهل ، وأبا الأعور السّلمي ، قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم في الموادعة التي كانت بينهم ، فنزلوا على عبد الله بن أبيّ ، ومعتّب بن قشير ، والجدّ بن قيس ؛ فتكلّموا فيما بينهم ، وأتوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فدعوه إلى أمرهم وعرضوا عليه أشياء كرهها ، فنزلت هذه الآية ، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
(١١١٦) قال مقاتل : سألوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يرفض ذكر اللات والعزّى ويقول : إنّ لها شفاعة ، فكره ذلك ، ونزلت الآية.
وقال ابن جرير : (وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ) الذين يقولون : اطرد عنّا أتباعك من ضعفاء المسلمين (وَالْمُنفِقِينَ) فلا تقبل منهم رأيا. فإن قيل : ما الفائدة في أمر الله تعالى رسوله بالتقوى ، وهو سيّد المتّقين؟! فعنه ثلاثة أجوبة : أحدها : أنّ المراد بذلك استدامة ما هو عليه. والثاني : الإكثار ممّا هو فيه. والثالث : أنه خطاب ووجّه به ، والمراد أمّته. قال المفسّرون : وأراد بالكافرين في هذه الآية : أبا سفيان ، وعكرمة ، وأبا الأعور ، وبالمنافقين : عبد الله بن أبيّ ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وطعمة بن
____________________________________
(١١١٥) عزاه المصنف لابن عباس من طريق أبي صالح ، وأبو صالح وتلميذه الكلبي رويا عن ابن عباس تفسيرا موضوعا. ذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٦٨٨ بدون إسناد ، ولم أره مسندا ، فهو لا شيء ، وعزاه الحافظ في «الكشاف» ٣ / ٥١٩ للثعلبي والواحدي بدون إسناد.
(١١١٦) عزاه المصنف لمقاتل ، وهذا معضل ، وهو بدون إسناد ، ومقاتل ممن يضع الحديث ، فهذا لا شيء.