والفاجر ، فلو أمرتهنّ أن يحتجبن ، فنزلت آية الحجاب ، أخرجه البخاريّ من حديث أنس ، وأخرجه مسلم من حديث ابن عمر ، كلاهما عن عمر.
(١١٦٦) والرابع : أنّ عمر أمر نساء رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالحجاب ، فقالت زينب : يا ابن الخطّاب ، إنك لتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا؟! فنزلت الآية ، قاله ابن مسعود.
(١١٦٧) والخامس : أنّ عمر كان يقول لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : أحجب نساءك ، فلا يفعل ، فخرجت سودة ليلة ، فقال عمر : قد عرفناك يا سودة ـ حرصا على أن ينزل الحجاب ـ فنزل الحجاب ، رواه عكرمة عن عائشة.
(١١٦٨) والسادس : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يطعم معه بعض أصحابه ، فأصابت يد رجل منهم يد عائشة ، وكانت معهم ، فكره النبيّ صلىاللهعليهوسلم ذلك ، فنزلت آية الحجاب ، قاله مجاهد.
قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ) أي : أن تدعوا إليه (١) (غَيْرَ ناظِرِينَ) أي : منتظرين (أَنْ). قال الزّجّاج : موضع «أن» نصب ؛ والمعنى : إلّا بأن يؤذن أو لأن يؤذن ، و «غير» منصوبة على الحال ؛ المعنى : إلّا أن يؤذن لكم غير منتظرين. و «إناه» : نضجه وبلوغه.
____________________________________
(١١٦٦) ضعيف. أخرجه الطبري ٢٨٦٢١ وفيه عطاء بن السائب ، وهو صدوق ، لكن اختلط ، وهو بهذا اللفظ ضعيف ، والصواب ما تقدم برقم ١١٦٣ و ١١٦٥. وانظر «أحكام القرآن» ١٨٣٢ بتخريجنا.
(١١٦٧) أخرجه مسلم ٢١٧٠ ح ١٨ والطبري ٢٨٦١٩ من طريقين عن الزهري به. وأخرجه البخاري ٦٢٤٠ من طريق صالح بن كيسان عن الزهري به. وأخرجه البخاري ٥٢٣٧ ومسلم ٢١٧٠ من طريق علي بن مسهر عن هشام عن عروة به. وأخرجه البخاري ٤٧٩٥ ومسلم ٢١٧٠ والبيهقي ٧ / ٨٨ من طريق أبي أسامة عن هشام عن أبيه به. وأخرجه مسلم ٢١٧٠ وأحمد ٦ / ٥٦ من طريق ابن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه به. وأخرجه أبو يعلى ٤٤٣٣ وابن حبان ١٤٠٩ من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن هشام بن عروة عن أبيه به.
وهم جميعا من حديث عروة عن عائشة رضي الله عنهما. وقال ابن كثير رحمهالله في «تفسيره» ٣ / ٦٢٠ : هكذا وقع في هذه الرواية ، والمشهور أن هذا كان بعد نزول الحجاب من حديث عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرجت سودة بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها ، فرآها عمر بن الخطاب ، فقال : يا سودة ، أما والله ما تخفين علينا ، فانظري كيف تخرجين؟ قالت : فانكفأت راجعة ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم في بيتي ، وإنه ليتعشى وفي يده عرق ، فدخلت فقالت يا رسول الله ، إني خرجت لبعض حاجتي ، فقال : «إنه قد أذن لكنّ أن تخرجن لحاجتكن».
(١١٦٨) ضعيف. أخرجه الواحدي في «أسباب النزول» ٧٠٩ عن مجاهد مرسلا ، وصوّبه الدار قطني كما ذكر الحافظ في «تخريج الكشاف» ٣ / ٥٥. وأخرجه النسائي في «الكبرى» ١١٤١٩ والبخاري في «الأدب المفرد» ١٠٥٣ وابن أبي حاتم كما في «تفسير ابن كثير» ٣ / ٦٢١ من حديث عائشة قالت : كنت آكل مع النبي صلىاللهعليهوسلم حيسا ، فمرّ عمر ، فدعاه فأكل ، فأصابت يده إصبعي ، فقال : حس! لو أطاع فيكن ما رأتكن عين فنزل الحجاب وهذا منقطع مجاهد لم يسمع من عائشة كما في مراسيل ابن أبي حاتم. ثم إن الخبر منكر.
__________________
(١) قال ابن كثير رحمهالله في «تفسيره» ٣ / ٦٢٠ : حظّر الله على المؤمنين أن يدخلوا منازل رسول الله صلىاللهعليهوسلم بغير إذن كما كانوا قبل ذلك يصنعون في بيوتهم في الجاهلية وابتداء الإسلام ، حتى غار الله لهذه الأمة فأمرهم بذلك ، وذلك من إكرامه تعالى هذه الأمة (إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) لا ترقبوا الطعام إذا طبخ حتى إذا قارب الاستواء تعرضتم للدخول ، فإن هذا مما يكرهه الله ويذمه ، قال : وهذا دليل على تحريم التطفيل ، وهو الذي تسميه العرب : «الضيفن» اه.