سورة الإسراء
فصل في نزولها : هي مكيّة في قول الجماعة ، إلّا أنّ بعضهم يقول : فيها مدنيّ ، فروي عن ابن عباس أنه قال : هي مكيّة إلّا ثمان آيات : من قوله تعالى : (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) إلى قوله تعالى : (نَصِيراً) (١) ، وهذا قول قتادة. وقال مقاتل : فيها من المدنيّ : (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ) (٢) وقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ) (٣) وقوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ) (٤) وقوله تعالى : (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) (٥) وقوله تعالى : (وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ) (٦) وقوله تعالى : (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ) والتي تليها (٧).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١))
قوله تعالى : (سُبْحانَ).
(٨٨٩) روي عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه سئل عن تفسير «سبحان الله» ، فقال : «تنزيه الله عن كلّ سوء» ، وقد ذكرنا هذا المعنى في سورة البقرة (٨).
قال الزّجّاج : و «أسرى» : بمعنى : «سيّر عبده» ، يقال : أسريت وسريت : إذا سرت ليلا. وقد جاءت اللغتان في القرآن ، قال الله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (٤)) (٩).
وفي معنى التّسبيح ها هنا قولان : أحدهما : أنّ العرب تسبّح عند الأمر المعجب ، فكأنّ الله تعالى عجّب العباد ممّا أسدى إلى رسوله من النّعمة. والثاني : أن يكون خرّج الرّدّ عليهم ، لأنه لمّا حدّثهم
____________________________________
(٨٨٩) ضعيف جدا. أخرجه البزار ٣٠٨٢ والحاكم ١ / ٥٠٢ من طريق عبد الرحمن بن حماد عن حفص بن سليمان عن طلحة بن يحيى بن طلحة عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن تفسير ... الحديث. صححه الحاكم ، وتعقبه الذهبي بقوله : بل لم يصح ، فإن طلحة منكر الحديث ، قاله البخاري ، وحفص واه وعبد الرحمن ، قال أبو حاتم : منكر الحديث. قلت : فهو إسناد ضعيف جدا ، مسلسل بالضعفاء.
__________________
(١) سورة الإسراء : ٧٣ ، ٧٥.
(٢) سورة الإسراء : ٨٠.
(٣) سورة الإسراء : ١٧.
(٤) سورة الإسراء : ٦٠.
(٥) سورة الإسراء : ٧٣.
(٦) سورة الإسراء : ٧٦.
(٧) سورة الإسراء : ٧٤ و ٧٥.
(٨) سورة البقرة : ٣٢.
(٩) سورة الفجر : ٤.