ولا آمن أن تكون لهم الدبرة عليكم.
فحسده أبو جهل على مقالته. وأبى الله إلّا أن ينفذ أمره. وعتبة يومئذ سيّد المشركين.
فعمد [٢٠ أ] أبو جهل إلى ابن الحضرميّ ـ وهو أخو المقتول ـ فقال : هذا عتبة يخذل بين النّاس ، وقد تحمّل بدية أخيك ، يزعم أنّك قابلها. أفلا (١) تستحيون من ذلك أن تقبلوا الدّية؟
وقال لقريش : إنّ عتبة قد علم أنّكم ظاهرون على هذا الرجل ومن معه ، وفيهم ابنه وبنو عمّه ، وهو يكره صلاحكم. وقال لعتبة : انتفخ سحرك. (٢) وأمر النّساء أن يعولن عمرا ، فقمن يصحن : وا عمراه وا عمراه ، تحريضا على القتال.
وقام رجال فتكشّفوا ، يعيّرون بذلك قريشا. فأخذت قريش مصافّها للقتال. فذكر الحديث إلى أن قال : فأسر نفر ممّن أوصى بهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن لا يقتلوهم إلّا أبا البختريّ ، فإنّه أبى أن يستأمر ، فذكروا له أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد أمرهم أن لا يقتلوه إن استأسر ، فأبى.
ويزعم ناس أنّ أبا اليسر قتل أبا البختريّ. ويأبى عظم النّاس (٣) إلّا أنّ المجذّر هو الّذي قتله. بل قتله أبو داود المازني.
قال : ووجد ابن مسعود أبا جهل مصروعا ، بينه وبين المعركة غير كثير ، مقنّعا في الحديد واضعا سيفه على فخذيه ليس به جرح ، ولا يستطيع
__________________
(١) في الأصل : (ألا). وأثبتنا نص ع ح. ومغازي عروة ١٤٠.
(٢) يقال للجبان الّذي ملأ الخوف جوفه : انتفخ سحره. والسّحر : الرئة.
(٣) عظم الناس : معظمهم. وفي مغازي عروة «عظيم».