وقال أزهر السّمّان ، عن ابن عون ، عن محمد ، عن عبيدة ، عن عليّ رضياللهعنه ، وبعضهم يرسله ، قال : قال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم في الأسارى يوم بدر. إن شئتم قتلتموهم ، وإن شئتم فاديتموهم واستمتعتم بالفداء ، [٢٢ أ] واستشهد منكم بعدّتهم.
وكان آخر السبعين ثابت بن قيس ، قتل يوم اليمامة.
هذا الحديث داخل في معجزاته صلىاللهعليهوسلم ، وإخباره عن حكم الله فيمن يستشهد ، فكان كما قال.
وقال يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدّثني نبيه بن وهب العبدري قال : لما أقبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالأسارى فرّقهم على المسلمين ، وقال :استوصوا بهم خيرا. قال نبيه : فسمعت من يذكر عن أبي عزيز (١) ، قال :كنت في الأسارى يوم بدر ، فسمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : استوصوا بالأسارى خيرا. فإن كان ليقدّم إليهم الطّعام فما تقع بيد أحدهم كسرة إلّا رمى بها إلى أسيره ، ويأكلون التمر. فكنت أستحي فآخذ الكسرة فأرمي بها إلى الّذي رمى بها إليّ ، فيرمي بها إليّ.
أبو عزيز هو أخو مصعب بن عمير ، يقال إنّه أسلم. وقال ابن الكلبي وغيره : إنّه قتل يوم أحد كافرا.
وعن ابن عبّاس رضياللهعنهما قال : جعل النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فداء أهل الجاهلية يوم بدر اربعمائة.
أخرجه أبو داود من حديث شعبة ، عن أبي العنبس ، عن أبي الشعثاء عنه (٢).
__________________
(١) في الأصل ، ح : (أبي عزيز) ، والتصحيح من ع. وهو أبو عزيز ، زرارة بن عمير بن هاشم ابن عبد مناف (المحبر ٤٠١).
(٢) سنن أبي داود : كتاب الجهاد ، باب في فداء الأسير بالمال (٢ / ٥٦).