وقد جاء في فضلهم حديث سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السّلمي ، عن عليّ رضياللهعنه ، قال : بعثني [٢٣ أ] رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبا مرثد الغنوي ، والزّبير ، والمقداد ، وكلّنا فارس ، فقال : انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ ، وهو موضع بين مكة والمدينة. فذكر الحديث ، ومكاتبة حاطب ابن أبي بلتعة قريشا. فقال عمر : دعني أضرب عنقه فقد خان الله ورسوله. قال : أليس هو من أهل بدر؟ وما يدريك لعلّ الله قد اطّلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم ، فقد وجبت لكم الجنّة. أو قد غفرت لكم. فدمعت عينا عمرو قال : الله ورسوله أعلم. متّفق عليه (١).
وقال الليث ، عن أبي الزّبير ، عن جابر رضياللهعنه أنّ عبدا لحاطب ابن أبي بلتعة جاء يشكوه فقال : يا رسول الله ليدخلنّ حاطب النّار. فقال : كذبت لا يدخلها إنّه شهد بدرا والحديبيّة. أخرجه مسلم(٢).
وقال يحيى بن سعيد الأنصاريّ ، معاذ بن رفاعة بن رافع الزّرقيّ ـ وكان أبوه بدريّا ـ أنّه كان يقول لابنه : ما أحبّ أنّي شهدت بدرا ولم أشهد العقبة.
قال : سأل جبريل النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : كيف أهل بدر فيكم؟ قال : خيارنا.
قال : وكذلك من شهد بدرا من الملائكة هم خيار الملائكة. أخرجه البخاري (٣).
__________________
(١) صحيح البخاري : كتاب المغاري ، باب فضل من شهد بدرا (٥ / ٩٩) وصحيح مسلم :
الفضائل ، باب من فضائل أهل بدر رضياللهعنهم وقصّة حاطب بن أبي بلتعة (٢٤٩٤ و ٢٤٩٥).
(٢) صحيح مسلم : كتاب الفضائل : باب من فضائل أهل بدر رضياللهعنهم وقصّة حاطب بن أبي بلتعة (٢٤٩٤ و ٢٤٩٥).
(٣) صحيح البخاري : كتاب المغازي ، باب شهود الملائكة بدرا (٥ / ١٠٣).