عبده ورسوله وروحه وكلمته (١).
ثم جعله في قبائه (٢) وخرج إلى الحبشة. وصفّوا له ، فقال : يا معشر الحبشة ، ألست أحقّ النّاس بكم؟ قالوا : بلى. قال : فكيف رأيتم سيرتي فيكم؟ قالوا : خير سيرة. قال : فما بالكم؟ قالوا : فارقت ديننا وزعمت أنّ عيسى عبد. قال : فما تقولون أنتم؟ قالوا : هو ابن الله. فوضع يده على صدره ، على قبائه ، وقال : هو يشهد أنّ عيسى بن مريم. لم يزد على هذا شيئا ، وإنّما يعني على ما كتب. فرضوا وانصرفوا.
فبلغ ذلك النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فلما مات صلّى عليه واستغفر له ، رضياللهعنه (٣) وإنّما ذكرنا هذا (٤) استطرادا.
* * *
سريّة عمير بن عديّ الخطميّ (٥)
ذكر الواقدي (٦) أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعثه لخمس بقين من رمضان ، إلى عصماء بنت مروان ، من بني أميّة بن زيد ، كانت تعيب الإسلام ، وتحرّض على النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وتقول الشعر. فجاءها عمير بالليل فقتلها عيلة (٧).
__________________
(١) في ع (وكلمته ألقاها) وفي السيرة : (و (كَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ)).
(٢) القباء : نوع من الثياب تجتمع أطرافه ، وهو من ملابس الأعاجم في الأغلب.
(٣) سيرة ابن هشام ٢ / ٨٩ ، ٩٠.
(٤) في ح : وإنّما ذكرنا هذا بعد بدر استطرادا.
(٥) هو عمير بن عديّ بن خرشة بن أميّة بن عامر بن خطمة ، كان أبوه شاعرا ، وهو أول من أسلم من بني خطمة. ولم يشهد بدرا لضرارته. (الإصابة ٣ / ٣٣ ، ٣٤).
(٦) الواقدي : كتاب المغازي (١ / ١٧٢ ـ ١٧٤) وانظر : الطبقات الكبرى لابن سعد ٢ / ٢٧ ، ٢٨ وعيون الأثر ١ / ٢٩٣.
(٧) ويذكر الواقدي أنّ عميرا حين بلغه قولها وتحريضها قال : اللهمّ إنّ لك عليّ نذرا لئن رددت رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى المدينة لأقتلنّها ـ ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يومئذ ببدر ـ فلما رجع رسول الله صلىاللهعليهوسلم من بدر