منها صدقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم التي في أيدي بني فاطمة رضياللهعنها.
* * *
وذهب موسى بن عقبة ، وابن إسحاق إلى أنّ غزوة بني النّضير كانت بعد أحد ، وكذلك قال غيرهما. ورواه ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة (١). وهذا حديث موسى وحديث عروة : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم خرج إلى بني النّضير يستعينهم في عقل الكلابيّين. وكانوا ـ زعموا ـ قد دسّوا إلى قريش حين نزلوا بأحد لقتا [ل] رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فحضّوهم على القتال ودلّوهم على العورة. فلما كلّمهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم في عقل الكلابيّين ، قالوا : اجلس يا أبا القاسم حتى تطعم وترجع [٢٨ أ] بحاجتك ونقوم فنتشاور. فجلس بأصحابه. فلما خلوا والشّيطان معهم ، ائتمروا بقتل رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقالوا : لن تجدوه أقرب منه الآن ، فاستريحوا منه تأمنوا. فقال رجل : إن شئتم ظهرت فوق البيت الّذي هو تحته فدلّيت عليه حجرا فقتلته. فأوحى الله إليه فأخبره بشأنهم وعصمه ، فقام كأنّه يقضي حاجة. وانتظره أعداء الله ، فراث عليهم (٢). فأقبل رجل من المدينة فسألوه عنه فقال : لقيته قد دخل أزقّة المدينة. فقالوا لأصحابه : عجل أبو القاسم أن نقيم أمرنا في حاجته. ثم قام أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فرجعوا ونزلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ) (٣) الآية.
وأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بإجلائهم ، وأن يسيروا حيث شاءوا. وكان النّفاق قد كثر بالمدينة. فقالوا : أين تخرجنا؟ قال : أخرجكم إلى الحشر (٤). فلما
__________________
(١) المغازي لعروة ١٦٤.
(٢) في الأصل : (عليه) والتصحيح من ابن الملا. وراث : أبطأ.
(٣) سورة المائدة : من الآية ١١.
(٤) من بداية حديث غزوة بني النضير من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة ، إلى هنا ، في دلائل النبوّة للبيهقي (طبعة الهند) ١٧٦ ، ١٧٧.