منها على أهله نفقة سنة ، وما بقي جعله في الكراع (١) والسّلاح عدّة في سبيل الله. أخرجاه (٢).
سرية زيد بن حارثة إلى القردة (٣)
قال ابن إسحاق : وسريّة زيد التي بعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيها ، حين أصاب عير قريش ، وفيها أبو سفيان ، على القردة ، ماء من مياه نجد.
وكان من حديثها أنّ قريشا خافوا طريقهم التي كانوا يسلكون إلى الشام حين جرت وقعة بدر ، فسلكوا طريق العراق ، فخرج منهم تجّار فيهم أبو سفيان ، واستأجروا رجلا من بني بكر بن وائل يقال له : فرات بن حيّان يدلّهم. فبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم زيد بن حارثة ، فلقيهم على ذلك الماء ، فأصاب تلك العير وما فيها ، وأعجزهم الرجال ، فقدم بها على رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٤).
* * *
غزوة قرقرة الكدر
قال الواقدي : إنّها في المحرّم سنة ثلاث. وهي ناحية معدن بني سليم. واستخلف على المدينة ابن أمّ مكتوم.
وكان صلىاللهعليهوسلم بلغه أنّ بهذا الموضع جمعا من سليم وغطفان. فلم يجد في المجال أحدا ، ووجد رعاء منهم غلام يقال له يسار ، فانصرف رسول الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) الكراع : الخيل. وقد يسمّى به السلاح كذلك.
(٢) صحيح البخاري : كتاب الجهاد والسير ، باب المجنّ ومن يتترّس بترس صاحبه (٤ / ٤٦).
وصحيح مسلم (١٧٥٦ و ١٧٥٧) كتاب الجهاد والسير ، باب حكم الفيء. وانظر الطبقات لابن سعد ٢ / ٥٨.
(٣) القردة : بالتحريك ، كما في معجم البلدان ٤ / ٣٢٢.
(٤) انظر : سيرة ابن هشام ٣ / ١٣٨ والطبقات الكبرى لابن سعد ٢ / ٣٦ وعيون الأثر ١ / ٣٠٤ ، ٣٠٥ وتاريخ الطبري ٢ / ٤٩٢.