الله صلىاللهعليهوسلم : أوجب طلحة (١).
وقال حميد ، عن أنس قال : غاب أنس بن النّضر ، عمّ أنس بن مالك ، عن قتال بدر ، فقال : غبت عن أوّل قتال قاتله رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، لئن الله أشهدني قتالا ليرينّ الله ما أصنع. فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال : اللهمّ إنّي أبرأ إليك ممّا جاء به هؤلاء؟ يعني المشركين ، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء ، يعني المسلمين. ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ ، فقال : أي سعد ، والّذي نفسي بيده إنّي لأجد ريح الجنّة دون أحد ، واها لريح الجنّة! قال سعد : فما استطعت يا رسول الله ما صنع. قال أنس : وجدناه بين القتلى ، به بضع وثمانون جراحة من ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم ، قد مثّلوا به فما عرفناه ، حتى عرفته أخته ببنانه (٢). قال أنس : فكنّا نقول : أنزل فيه هذه الآية (رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) (٣) ، أنّها فيه وفي أصحابه. متّفق عليه (٤) ، لكنّ مسلم من حديث ثابت البناني ، عن أنس.
وقال محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، أنّ عمرو بن أقيش كان له ربّا في الجاهلية ، فكره أن يسلم حتى يأخذه. فجاء يوم أحد فقال : أين بنو عمّي؟ قالوا : بأحد. فلبس لأمته وركب فرسه ثم توجّه قبلهم ، فلما رآه المسلمون قالوا : إليك عنّا. قال : إنّي قد آمنت. فقاتل حتى جرح ، فحمل جريحا ، فجاءه سعد بن معاذ فقال لأخته : سليه ، حميّة
__________________
(١) كذا رواه الترمذي وأورده في الرياض النضرة بتغيير يسير عن عبد الله بن الزبير عن أبيه.
وأخرجه أحمد والترمذي وقال : حسن صحيح. (انظر تاريخ الخميس ١ / ٤٩٢).
(٢) تاريخ الطبري ٢ / ٥١٧ ، ٥١٨ السير والمغازي لابن إسحاق ٣٣٠ ، النهاية لابن الأثير ١ / ١٥٧.
(٣) سورة الأحزاب : من الآية ٢٣.
(٤) صحيح البخاري : كتاب المغازي ، باب غزوة أحد (٥ / ١٢٢) وصحيح مسلم : كتاب الإمارة ، باب ثبوت الجنة للشهيد (٦ / ٤٥). وانظر المنتقى ، وتاريخ الخميس ١ / ٤٨٩.