بأجنحتها حتى رفعتموه. أخرجاه (١).
وأخرج البخاري من حديث جابر أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمر بدفن قتلى أحد في دمائهم ولم يغسّلوا ولم يصلّ عليهم. وكان يجمع بين الرجلين في الثوب الواحد ، ثم يقول : أيّهم أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدّمه في اللّحد (٢).
وقال عليّ بن المديني : ثنا موسى بن إبراهيم الأنصاري ، سمع طلحة ابن خراش ، قال : سمعت جابر بن عبد الله قال : نظر إليّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : ما لي أراك مهتمّا؟ قلت : يا رسول الله قتل أبي وترك دينا وعيالا. فقال : ألا أخبرك؟ ما كلّم الله أحدا إلّا من وراء حجاب ، وإنّه كلّم أباك كفاحا (٣) ، فقال له : يا عبدي سلني أعطك. فقال : أسألك أن تردّني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانيا. فقال : إنّه سبق منّي أنّهم إليها لا يرجعون. قال : يا ربّ فأبلّغ من ورائي ، فأنزل الله عزوجل : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ) (٤) الآية.
ويروى نحوه عن عروة ، عن عائشة رضياللهعنها.
وكان أبو جابر من سادة الأنصار شهد بدرا ، وهو أحد النّقباء ليلة العقبة ، وهو عبد الله بن عمرو (٥) بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة. وأمّه الرباب بنت قيس من بني سلمة. شهد معه العقبة ولده رضياللهعنهما.
__________________
(١) صحيح البخاري : كتاب المغازي ، باب من قتل من المسلمين يوم أحد (٥ / ١٣١).
(٢) صحيح البخاري : كتاب المغازي ، باب من قتل من المسلمين يوم أحد (٥ / ١٣١).
(٣) كفاحا : أي مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول. (تاج العروس ٧ / ٧٩).
(٤) سورة آل عمران : من الآية ١٦٩.
(٥) الاستيعاب ٢ / ٣٣٩ الإصابة ٢ / ٣٥٠ رقم ٤٨٣٨.