قال ثابت البناني : فما في الأنصار أنفق منها (١).
أخرجه مسلم من حديث حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن كنانة بن نعيم ، عن أبي برزة (٢).
وقال الأعمش ، عن عبد الله بن مرّة (٣) ، عن مسروق : سألنا عبد الله ابن مسعود عن قوله تعالى : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً) (٤) ، قال : أما إنّا قد سألنا عن ذلك ، فقال (٥) : أرواحهم في جوف طير خضر تسرح في الجنّة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى قناديل معلّقة بالعرش. قال : فبينما هم كذلك إذ اطّلع عليهم ربك اطّلاعة فقال : سلوني ما شئتم. فقالوا : يا ربّنا وما نسألك؟ ونحن نسرح في الجنّة في أيّها شئنا :
فلما رأوا أن لا يتركوا من أن يسألوا قالوا : نسألك أن تردّ أرواحنا إلى أجسادنا في الدنيا فنقتل في سبيلك. فلما رأى أنّهم لا يسألون إلّا هذا ، تركوا. أخرجه مسلم (٦).
وقال عبد الله بن إدريس ، عن محمد بن إسحاق ، عن إسماعيل بن أميّة ، عن أبي الزّبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : لما أصيب إخوانكم بأحد ، جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر
__________________
(١) الضمير عائد إلى زوجة جليبيب ، وفي رواية الإمام أحمد ٤ / ٤٢٢ «فما كان في الأنصار أيّم أنفق منهما» وكذلك من أثر دعاء النّبيّ صلىاللهعليهوسلم لها : اللهمّ أصبب عليها الخير صبّا ، ولا تجعل عيشها كدّا» ..
(٢) صحيح مسلم (٢٤٧٢) كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل جليبيب رضياللهعنه.
(٣) في ع : فره. والتصحيح من صحيح مسلم ، وتهذيب التهذيب (٦ / ٢٤).
(٤) سورة آل عمران : من الآية ١٦٩.
(٥) في ع فقال لهم. وأثبتنا لفظ مسلم.
(٦) صحيح مسلم (١٨٨٧) كتاب الإمارة ، باب في بيان أنّ أرواح الشهداء في الجنّة ، وأنّهم أحياء عند ربّهم يرزقون وذلك بتقديم وتأخير وألفاظ مختلفة. وانظر : سيرة ابن هشام ٣ / ١٨٨ والبداية والنهاية ٤ / ٤٥ ، ٤٦.