ترد أنهار الجنّة وتأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلّقة في ظلّ العرش. فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم ، قالوا : من يبلّغ إخواننا عنّا أنّا أحياء في الجنّة نرزق ، لئلّا ينكلوا عند الحرب ولا يزهدوا في الجهاد. قال الله تعالى : «أنا أبلّغهم عنكم» ، فأنزلت : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً) (١).
وقال يونس : قال ابن إسحاق : حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله ، عن أبيه : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : إذا ذكر أصحاب أحد : أما والله لوددت أنّي غودرت مع أصحاب نحص الجبل (٢) يقول : قتلت معهم (٣).
وقال اللّيث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن عقبة بن عامر ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم خرج يوما فصلّى على أهل أحد صلاته على الميت ، ثم انصرف إلى المنبر فقال : إنّي فرط لكم (٤) وأنا شهيد عليكم. الحديث أخرجه البخاري (٥).
وروى العطّاف (٦) بن خالد : حدّثني عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة ، عن أبيه ، أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم زار قبور الشهداء بأحد.
وروى عبد العزيز بن عمران بن موسى : عن عبّاد بن أبي صالح ، عن أبيه عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يأتي قبور الشهداء ، فإذا أتى
__________________
(١) البداية والنهاية ٤ / ٤٥.
(٢) النّحص ، أصل الجبل وسفه أو أسفله. قال أبو عبيد : أصحاب النّحص هم قتلى أحد.
(تاج العروس ١٨ / ١٧٢) وفي البداية والنهاية ٤ / ٤٤ «بحضن الجبل».
(٣) أخرجه أحمد في مسندة ٣ / ٣٧٥ بالسند والنص دون قوله : يقول : قتلت معهم.
(٤) في طبعة القدسي ١٩٩ «فرطكم» والتصحيح من البخاري.
(٥) صحيح البخاري : كتاب المغازي ، باب «أحد يحبنا» (٥ / ٤٠).
(٦) العطّاف : بتشديد الطاء. (تهذيب التهذيب ٧ / ٢٢١ رقم ٤٠٩).