فحمل ربيعة ولد أبي براء على عامر بن الطّفيل فطعنه في فخذه فأشواه فوقع من فرسه وقال : هذا عمل أبي براء ، إن متّ فدمي لعمّي فلا يتبعنّ به ، وإن أعش فسأرى رأيي (١).
وقال موسى بن عقبة : ارتثّ في القتلى كعب بن زيد ، فقتل يوم الخندق.
وقال حمّاد بن سلمة : أنا ثابت ، عن أنس أنّ ناسا جاءوا إلى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فقالوا : ابعث معنا رجالا يعلّموننا القرآن ، والسّنّة. فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لهم القرّاء ، وفيهم خالي حرام بن ملحان ، يقرءون القرآن ويتدارسون باللّيل ويتعلّمون ، وكانوا بالنّهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد ، ويتحطّبون فيبيعون ويشترون به الطّعام لأهل الصّفّة ، فبعثهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم إليهم ، فتعرّضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان.
قالوا : اللهمّ بلّغ عنّا نبيّك أن قد لقيناك فرضيت عنّا ورضينا عنك.
قال : وأتى رجل خالي من خلفه فطعنه بالرمح حتى أنفذه ، فقال حرام : فزت ورب الكعبة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأصحابه : إنّ إخوانكم قد قتلوا وقالوا : اللهمّ أبلغ عنّا نبيّك أن قد لقيناك فرضيناك عنك ورضيت عنّا.
رواه مسلم (٢).
وقال همّام وغيره ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة : حدّثني أنس أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث خاله حراما في سبعين رجلا فقتلوا يوم بئر معونة. وكان رئيس المشركين عامر بن الطّفيل ، وكان أتى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال :
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٣ / ٢٣٢ وانظر المغازي لعروة ١٨٠ ، ومجمع الزوائد للهيثمي ، وقال : رواه الطبراني ، ورجاله ثقات إلى ابن إسحاق.
(٢) صحيح مسلم (١٩٠٢) : كتاب الإمارة ، باب ثبوت الجنّة للشهيد.