سعدى على كعب فذكر ما تقاولا ، في ذلك ، إلى أن قال كعب : ما عندي في أمره إلّا ما قلت ، ما تطيب نفسي أن أصير تابعا.
وقال ابن إسحاق : كانت غزوة بني النّضير في ربيع الأول سنة أربع. وحاصرهم النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ستّ ليال (١).
قال : ونزل تحريم الخمر (٢).
* * *
غزوة بني لحيان
قال ابن إسحاق (٣) : خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم في جمادى الأولى ، على رأس ستّة أشهر من صلح (٤) بني قريظة إلى بني لحيان بطلب بأصحاب الرّجيع : خبيب وأصحابه ، وأظهر أنّه يريد الشام ليصيب من القوم غرّة.
وقال يونس ، عن ابن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن حزم ، وغيره قالوا : لما أصيب خبيب وأصحابه خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم طلبا لدمائهم ليصيب من بني لحيان غرّة ، فسلك طريق الشّام وورى على النّاس أنّه لا يريد بني لحيان ، حتى نزل أرضهم ـ وهم من هذيل ـ فوجدهم (٥) قد حذروا فتمنّعوا في رءوس الجبال. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لو أنّا هبطنا عسفان لرأت قريش أنّا قد جئنا مكة. فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم في مائتي راكب حتى نزل
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٣ / ٢٤٠.
(٢) سيرة ابن هشام ٣ / ٢٤٠.
(٣) سيرة ابن هشام ٣ / ٢٩٧.
(٤) في ع : صالح. والتصحيح من ابن الملّا.
(٥) في ع : فوجدوهم ، والتصحيح من ابن الملّا.