وقال يونس ، عن ابن إسحاق (١) : ثم بعث النّبيّ صلىاللهعليهوسلم سعد بن زيد ، أخا بني عبد الأشهل بسبايا بني قريظة إلى نجد. فابتاع له بهم خيلا وسلاحا. وكان النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قد اصطفى لنفسه ريحانة بنت عمرو بن خنافة ، وكانت عنده حتى توفّي وهي في ملكه ، وعرض عليها أن يتزوّجها ، ويضرب عليها الحجاب ، فقالت : يا رسول الله بل تتركني في مالك فهو أخفّ عليك وعليّ فتركها. وقد كانت أوّلا توقّفت عن الإسلام ثم أسلمت ، فسرّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ذلك.
* * *
وفي ذي الحجة من هذه السنة :
وفاة سعد بن معاذ
قال هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : أصيب سعد يوم الخندق ، رماه رجل من قريش يقال له حبّان بن العرقة ، رماه في الأكحل (٢). فضرب (٣) رسول الله صلىاللهعليهوسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب (٤). فلما رجع من الخندق ، وذكر الحديث ، وفيه قالت عائشة : ثم إنّ كلمة تحجّر للبرء (٥) فقال : اللهمّ إنّك تعلم أنّه ليس أحد أحبّ إليّ أن أجاهد فيك من قوم كذّبوا رسولك وأخرجوه ، اللهمّ فإنّي أظنّ أنّك وضعت الحرب بيننا وبينهم ، فإن كان بقي من حرب قريش [شيء] (٦) فأبقني لهم حتّى أجاهدهم فيك. وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فافجرها واجعل
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٣ / ٢٧١ ، ٢٧٢.
(٢) الأكحل : هو عرق في وسط الذراع ، فقال النووي : وهو عرق الحياة في كل عضو منه شعبة لها اسم.
(٣) في ع : فضرب على رسول الله. وأثبتنا نص البخاري ٥ / ٥٠.
(٤) الطبقات الكبرى ٣ / ٤٢٥.
(٥) في ع : لكبر. والتصحيح من صحيح مسلم ٣ / ١٣٩٠ رقم ٦٧.
(٦) سقطت من ع ، وزدناها من صحيحي البخاري ومسلم.