سقيهم ، فابعث في أثرهم. فقال : يا بن الأكوع ملكت فأسجع ، إنّ القوم يقرون (١) في قومهم (٢).
* * *
مقتل ابن أبي الحقيق
وهو سلّام بن أبي الحقيق ، وقيل عبد الله بن أبي الحقيق اليهودي ، لعنه الله.
قال البكّائي ، عن ابن إسحاق (٣) : ولما انقضى شأن الخندق وأمر بني قريظة ، وكان سلّام بن أبي الحقيق أبو رافع فيمن حزّب الأحزاب على رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وكانت الأوس قبل أحد قد قتلت كعب بن الأشرف. فاستأذنت الخزرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم في قتل ابن أبي الحقيق وهو بخيبر ، فأذن لهم.
وحدّثني الزّهري ، عن عبد الله بن كعب بن مالك قال : كان مما صنع الله لرسوله صلىاللهعليهوسلم ، أنّ هذين الحيّين من الأنصار كانا يتصاولان مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم تصاول الفحلين لا تصنع الأوس شيئا فيه غناء عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلّا قالت الخزرج : والله لا تذهبون بهذه فضلا علينا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم وفي الإسلام. فلا ينتهون حتى يوقعوا مثلها. وإذا فعلت الخزرج شيئا قالت الأوس مثل ذلك.
ولما أصابت الأوس كعب بن الأشرف في عداوته لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قالت الخزرج : والله لا تذهبون بهذه فضلا علينا. فتذاكروا من رجل لرسول الله صلىاللهعليهوسلم كابن الأشرف ، فذكروا ابن أبي الحقيق وهو بخيبر. فاستأذنوا رسول
__________________
(١) في ع : يعرفون والتصحيح من صحيح البخاري ٥ / ٧١.
(٢) صحيح البخاري : كتاب المغازي ، باب من رأى العدوّ فنادى بأعلى صوته يا صباحاه حتى يسمع النّاس.
(٣) سيرة ابن هشام ٣ / ٢٩٥.