قتل ابن نبيح الهذليّ
[قال] (١) ابن لهيعة : ثنا أبو الأسود ، عن عروة قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم عبد الله بن أنيس السّلميّ إلى [خالد بن] (٢) سفيان بن نبيح الهذليّ ثم اللّحياني ليقتله وهو بعرنة وادي مكة (٣).
وقال محمد بن سلمة ، عن ابن إسحاق ، [٥٤ ب] حدّثني محمد بن جعفر بن الزّبير ، عن عبد الله بن عبد الله بن أنيس ، عن أبيه قال : دعاني رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : إنّه بلغني أنّ ابن نبيح الهذليّ يجمع النّاس ليغزوني وهو بنخلة أو بعرنة ، فأته فأقتله. قلت : يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه. قال : آية (٤) ما بينك وبينه أنّك إذا رأيته وجدت قشعريرة. فخرجت متوشّحا بسيفي ، حتى دفعت إليه في ظعن يرتاد بهنّ منزلا وقت العصر. فلما رأيته وجدت له ما وصف لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم من القشعريرة. فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشغلني عن الصّلاة ، فصلّيت وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي إيماء. فلما انتهيت إليه قال : من الرجل؟ قلت : رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل ، فجاء لذلك. قال : أجل نحن في ذلك. فمشيت معه حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسّيف فقتلته ، ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبّات (٥) عليه.
فلما قدمت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : أفلح الوجه. قلت : قد قتلته يا رسول الله. قال : صدقت. ثم قام بي فدخل بيته فأعطاني عصا ، فقال :
__________________
(١) ليست في الأصل ، وأثبتناها من ع.
(٢) إضافة من سيرة ابن هشام ٤ / ٢٣٧ وسيشير إلى ذلك في آخر الخبر.
(٣) عرنة : قال ياقوت «واد بحذاء عرفات وقيل مسجد عرفة والمسيل كله» بضم العين. (معجم البلدان ٤ / ١١١).
(٤) في الأصل : إنه ، والتصحيح من ابن هشام (٤ / ٢٣٧).
(٥) في السيرة ٤ / ٢٣٨ «منكبات».