قال : فو الله لا يسمعون بعير لقريش خرجت (١) إلى الشام إلّا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم. فأرسلت قريش إلى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم تناشده الله (٢) والرّحم لما أرسل إليهم ، فمن أتاه منهم فهو آمن. فأرسل النّبيّ صلىاللهعليهوسلم إليهم فأنزل : (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ) حتى بلغ (حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ) (٣). وكانت حميّتهم أنّهم لم يقرّوا بنبيّ الله ولم يقرّوا ببسم الله الرحمن الرحيم ، وحالوا بينهم وبين الموت. أخرجه البخاري ، عن المسندي ، عن عبد الرزّاق ، عن معمر ، بطوله (٤).
وقال قرّة ، عن أبي الزّبير ، عن جابر ، عن النّبيّ صلّى الله [٦٠ أ] عليه وسلّم قال : من يصعد الثّنيّة ، ثنيّة المرار (٥) ، فإنّه يحطّ عنه ما حطّ عن بني إسرائيل. فكان أوّل من صعد خيل بني الخزرج. ثم تبادر النّاس بعد ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : كلّكم مغفور له إلّا صاحب الجمل الأحمر. فقلنا : تعالى يستغفر لك رسول الله. قال : والله لأن أجد ضالّتي أحبّ إليّ من أن يستغفر لي صاحبكم. وإذا هو رجل ينشد ضالّة.
أخرجه مسلم (٦).
وقال (٧) عبيد (٨) الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء قال : تعدّون أنتم الفتح فتح مكة ، وقد كان فتح مكة فتحا ، ونحن نعدّ
__________________
(١) العبارة عند البخاري «بعير خرجت لقريش إلى الشام».
(٢) هكذا في الأصل ، وعند البخاري «بالله».
(٣) سورة الفتح : الآيات ٢٤ ـ ٢٦.
(٤) صحيح البخاري : كتاب الشروط ، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط ٣ / ١٧٨ ـ ١٨٣.
(٥) ثنيّة المرار : من نواحي مكة وهي مهبط الحديبيّة (المغانم المطابة : ٨٥).
(٦) صحيح مسلم : كتاب صفات المنافقين وأحكامهم. رقم (٢٨٨٠) ٤ / ٢١٤٤ ، ٢١٤٥.
(٧) في الأصل : وقال خ. وأحسبها مقحمة فليس هنا مكانها.
(٨) في الأصل ، ع : عبد الله والتصحيح من صحيح البخاري ٥ / ٦٢ وتهذيب التهذيب (٧ / ٥٠).