قال : كنّا نأكل مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ونحن نسمع تسبيح الطعام.
وأتي بإناء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه صلىاللهعليهوسلم. فقال : حيّ على الطّهور المبارك والبركة من الله. حتى توضّأنا كلّنا. أخرجه البخاري (١).
وقال أبو كدينة ، عن عطاء بن السّائب ، عن أبي الضّحى ، [عن ابن عبّاس] (٢) قال : أتي رسول الله صلىاللهعليهوسلم بإناء من ماء ، فجعل أصابعه في فم الإناء وفتح أصابعه ، فرأيت العيون تنبع من بين أصابعه. وذكر الحديث. إسناده جيّد.
وقال ابن لهيعة : ثنا أبو الأسود قال : قال عروة (٣) في نزوله صلىاللهعليهوسلم بالحديبية : فزعت قريش لنزوله عليهم ، فأحبّ أن يبعث إليهم رجلا. فدعا عمر ليبعثه فقال : إنّي لا آمنهم ، وليس بمكة أحد من بني كعب يغضب لي ، فأرسل عثمان فإنّ عشيرته بها. فدعا عثمان فأرسله وقال : أخبرهم أنّا لم نأت لقتال ، وادعهم إلى الإسلام. وأمره أن يأتي رجالا بمكة مؤمنين ونساء مؤمنات فيدخل عليهم ويبشّرهم بالفتح. فانطلق عثمان فمرّ على قريش ببلدح. فقالت قريش : إلى أين؟ فقال : بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم إليكم لأدعوكم إلى الإسلام ، ويخبركم أنّا لم نأت لقتال وإنّما جئنا عمارا. فدعاهم عثمان كما أمره رسول الله صلىاللهعليهوسلم. قالوا : قد سمعنا ما تقول فأنفذ لحاجتك. وقام إليه أبان بن سعيد بن العاص فرحّب بن وأسرج فرسه ، فحمل عليه عثمان فأجاره ، وردفه أبان حتى جاء مكة. ثم إنّ قريشا بعثوا بديل بن ورقاء ، فذكر الحديث والصّلح. وذكر أنّهم أمن بعضهم بعضا وتزاوروا. فبينا هم كذلك ، وطوائف من المسلمين في المشركين ، إذ رمى رجل رجلا
__________________
(١) صحيح البخاري : كتاب المناقب ، باب علامات النّبوّة في الإسلام.
(٢) زيادة من ع.
(٣) المغازي ١٩٢ ، ١٩٣.