ذكر صفيّة
وقال البكّائي ، عن ابن إسحاق قال : ويدني (١) رسول الله صلىاللهعليهوسلم الأموال ، يأخذها مالا مالا ، ويفتحها حصنا حصنا. فكان أول حصونهم افتتح حصن ناعم ، وعنده قتل محمود بن مسلمة الأنصاريّ أخو محمد ، ألقيت عليه رحى فقتلته. ثم القموص ، حصن ابن أبي الحقيق. وأصاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم منهم سبايا ، منهنّ صفيّة بنت حييّ بن أخطب (٢) ، وبنتا عمّ لها ، فأعطاهما دحية الكلبي.
وقال يونس ، عن ابن إسحاق (٣) ، حدّثني ابن لمحمد بن مسلمة الأنصاريّ عمّن أدرك من أهله ، وحدّثنيه مكنف ، قالا : حاصر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أهل خيبر في حصنيهم (٤) الوطيح والسّلالم ، حتى إذا أيقنوا بالهلكة ، سألوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يسيّرهم ويحقن دماءهم ، ففعل. وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد حاز الأموال كلّها : الشّقّ والنطّاة والكتيبة وجميع حصونهم ، إلّا ما كان في
__________________
(١) عند ابن كثير ٤ / ١٩٢ «وتدنّى».
(٢) تاريخ خليفة ٨٢ و ٨٣.
(٣) سيرة ابن هشام ٤ / ٤٣ وفتوح البلدان ١ / ٢٧.
(٤) في الأصل ، ع : حصنهم. وأثبتنا نصّ ابن هشام ، والطبري.