انتهى إلى فدك ، فأقام عند يهوديّ حتى ارتفع من الجراح ، ثم رجع إلى المدينة (١).
* * *
سريّة غالب بن عبد الله الليثي
قال الواقديّ : حدّثني أفلح بن سعيد ، عن بشير بن محمد بن عبد الله ابن زيد ، الّذي أري الأذان (٢) ، قال : كان مع غالب بن عبد الله بن مسعود ، عقبة بن عمرو الأنصاري ، وكعب بن عجرة ، وعلبة بن زيد. فلما دنا غالب منهم ليلا وقد احتلبوا (٣) وهدءوا ، قام فحمد الله وأثنى عليه وأمر بالطّاعة ، قال : وإذا كبّرت فكبّروا ، وجرّدوا السّيوف. فذكر الحديث في إحاطتهم. بهم. قال : ووضعنا السيوف حيث شئنا منهم ، ونحن نصيح بشعارنا : أمت أمت ، وخرج أسامة يحمل على رجل فقال : لا إله إلّا الله. وذكر الحديث (٤).
وقال يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق (٥) ، حدّثني شيخ من أسلم ، عن رجال من قومه قالوا : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم غالب بن عبد الله الكلبي ، كلب ليث ، إلى أرض بني مرّة ، فأصاب بها مرداس بن نهيك ،
__________________
(١) انظر المغازي للواقدي : ٢ / ٧٢٣ ، والطبقات لابن سعد ٢ / ١١٨ ، ١١٩ ، وتاريخ الطبري ٣ / ٢٢ ، ونهاية الأرب ١٧ / ٢٧٢ ، وعيون الأثر ٢ / ١٤٧ ، ١٤٨ ، والبداية والنهاية ٤ / ٢٢١ ، ٢٢٢ ، عيون التواريخ ١ / ٢٧١ ، تاريخ دمشق ـ تحقيق دهمان ١٠ / ١٥٠.
(٢) عبارة الأصل : «عن بشير بن محمد الّذي أرى الأذان عبد الله بن زيد» وأثبتنا عبارة ع ، وهي أصحّ ، فالذي أرى الأذان هو عبد الله بن زيد. والأذان لم يثبت بالرؤيا فقط ، على ما هو محقّق في مظانّه.
(٣) هكذا في الأصل ، ع ورواية الواقدي «اجتلبوا» ، ولكليهما وجه.
(٤) انظر المغازي للواقدي : ٢ / ٧٢٤ ، والبداية والنهاية لابن كثير ٤ / ٢٢٢. وسيأتي الحديث عن صحيح البخاري ٥ / ٨٨.
(٥) سيرة ابن هشام ٤ / ٢٣٩.