ابن مالك بن البرصاء وصاحبه ، فانطلقا به معنا. وأتانا صريخ النّاس فجاءنا مالا قبل لنا به. حتى إذا لم يكن بيننا وبينهم إلّا بطن الوادي من قديد ، بعث (١) الله من حيث شاء ماء ما رأينا قبل ذلك مطرا ولا سحابا (٢) ، فجاء بما لا يقدر أحد يقدم عليه ، لقد رأيتهم وقوفا ينظرون إلينا [٧٦ ب] ما يقدر أحد منهم أن يقدم عليه ، ونحن نحدوها. فذهبنا سراعا حتى أسندنا بها في المشلّل (٣) ، ثم حدرنا عنه وأعجزناهم (٤).
* * *
سريّة الجناب (٥)
قال الواقدي في مغازيه : حدّثني يحيى بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة ، عن بشير بن محمد بن عبد الله بن زيد قال : قدم رجل من أشجع يقال له : حسيل بن نويرة ، وكان دليل النّبيّ صلىاللهعليهوسلم إلى خيبر ، فقال له : [من] (٦) أين يا حسيل؟ قال : من يمن وجبار (٧) ، وما وراءك؟ قال : تركت
__________________
(١) في الأصل : بعثه ، وأثبتنا لفظ ع ، والبداية والنهاية ٤ / ٢٢٣.
(٢) في الأصل : مطرا ولا أرحالا (؟) وأثبتنا لفظ ع وهو يطابق رواية الواقدي (٢ / ٧٥٢). وفي البداية والنهاية ٤ / ٢٢٣ «مطرا ولا حالا».
(٣) المشلّل : جبل يهبط منه إلى قديد من ناحية البحر. (معجم البلدان ٥ / ١٣٦) وفي البداية والنهاية ٤ / ٢٢٣ «المسلك». وفي عيون الأثر ٢ / ١٥١ «المسيل» وكذلك في طبقات ابن سعد ٢ / ١٢٥ وفي نهاية الأرب ١٧ / ٢٧٥ «السيل».
(٤) سيرة ابن هشام ٤ / ٢٣٤.
(٥) في الأصل : سرية حنان. وتابعه في ذلك ع وابن الملا. وهو خطأ تصحيحه من الواقدي (٢ / ٧٢٧) ، وعيون الأثر (٢ / ١٤٨) حيث قال : «والجناب بكسر الجيم من أرض غطفان ، وذكره أيضا الحازمي وقال : «من بلاد فزارة». وكذلك ورد في إمتاع الأسماع (٣٣٥) وفيه «. أنّ جمعا من غطفان بالجناب قد واعدوا عيينة بن حصن ... حتى أتوا يمن وجبار وهي نحو الجناب ، والجناب يعارض سلاح وخيبر ووادي القرى». وفي معجم البلدان ٢ / ١٦٤ : «والجناب موضع بعراض خيبر وسلاح ووادي القرى ، وقيل هو من منازل بني مازن ، وقال نصر : الجناب من ديار بني فزارة بين المدينة وفيد». وفي تاريخ دمشق ١٠ / ١٥١ «جبار».
(٦) سقطت من الأصل ، وأثبتناها من ع.
(٧) في الأصل : حنان ، تصحيف تصحيحه من ع. وجبار : ماء لبني حميس بين المدينة وفيد ،