جمعا من يمن وغطفان وجبار وقد بعث إليهم عيينة إمّا أن تسيروا إلينا وإمّا أن نسير إليكم ، فأرسلوا إليه أن سر إلينا ، وهم يريدونك أو بعض أطرافك. فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبا بكر وعمر فذكر لهما ذلك فقالا جميعا : ابعث إليهم بشير بن سعد ، فعقد له لواء وبعث معه ثلاثمائة رجل ، وأمرهم أن يسيروا اللّيل ويكمنوا النّهار ، ففعلوا ، حتى أتوا أسفل خيبر ، فأغاروا وقتلوا عينا لعيينة. ثم لقوا جمع عيينة فناوشوهم ، ثم انكشف جمع عيينة وأسر منهم رجلان ، وقدموا بهما على النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فأسلما (١).
* * *
سريّة أبي حدرد إلى الغابة
قال يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق : كان من حديث أبي حدرد الأسلميّ ما حدّثني جعفر بن عبد الله بن أسلم ، عن أبي حدرد ، قال : تزوّجت امرأة من قومي ، فأصدقتها مائتي درهم. فأتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أستعينه على نكاحي ، فقال : كم أصدقت؟ قلت : مائتا درهم ، فقال : سبحان الله ، والله لو كنتم تأخذونها من بطن واد ما زدتم (٢) ، لا والله ما عندي ما أعينك به ، فلبث أياما ، ثم أقبل رجل من جشم بن معاوية يقال له رفاعة ابن قيس (أو قيس) (٣) بن رفاعة ، في بطن عظيم من جشم ، حتى نزل بقومه
__________________
= ويمن : ماء لغطفان بين بطن قوّ ورؤاف على الطريق بين تيماء وفيد ، وقيل ماء لبني صرمة بن مرّة. (معجم البلدان ٥ / ٤٤٩) وقد ضبط الزرقاني «جبار» بفتح الجيم ، وياقوت بالضم ، وكذلك الزبيدي في تاج العروس. وضبطها في عيون الأثر ووفاء ألوفا للمسهودي بالفتح وتخفيف الباء.
(١) المغازي للواقدي ٢ / ٧٢٧ ، الطبقات الكبرى ٢ / ١٢٠ تاريخ الطبري ٣ / ٢٣ ، نهاية الأرب ١٧ / ٢٧٣ ، ٢٧٤ ، عيون الأثر ٢ / ١٤٧ ، ١٤٨ ، عيون التواريخ ١ / ٢٧٢ ، إمتاع الأسماع ٣٣٥.
(٢) في الأصل : «من وادي ما زاد» وفي ع : «من وادي تم». وأثبتنا نص ابن هشام في السيرة ٤ / ٢٤١.
(٣) سقطت من الأصل ، وزدناها من ع ومن السيرة لابن هشام ٤ / ٢٤١.