سريّة محلّم بن جثّامة
قال محمد بن سلمة ، عن ابن إسحاق ، حدّثني يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن ابن (١) عبد الله بن أبي حدرد ، عن أبيه ، قال : بعثنا النّبيّ صلىاللهعليهوسلم إلى إضم (٢) في نفر من المسلمين منهم أبو قتادة ، ومحلّم بن جثّامة بن قيس. حتى إذا كنّا ببطن إضم ، مرّ بنا عامر بن الأضبط الأشجعيّ على قعود له ، معه متيّع (٣) له ، ووطب (٤) من لبن ، فسلّم علينا بتحيّة الإسلام. فأمسكنا عنه ، وحمل عليه محلّم فقتله لشيء كان بينه وبينه ، وأخذ بعيره ومتاعه ، فلما قدمنا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم أخبرناه الخبر. فنزل فينا القرآن : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً) (٥) ، إلى آخر الآية (٦).
رواه حمّاد بن سلمة ، عن ابن إسحاق.
وقال حمّاد بن سلمة ، عن ابن إسحاق : حدّثني محمد بن جعفر بن الزّبير ، سمعت زياد بن ضميرة بن سعد (٧) الضّمري يحدّث عن أبيه وجدّه ، وقد شهد حنينا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فصلّى الظهر وجلس في ظلّ شجرة ، فقام إليه عيينة بن بدر يطلب بدم عامر بن الأضبط ، سيّد قيس ، وجاء الأقرع ابن حابس يردّ عن محلّم بن جثّامة ، وهو سيّد خندف ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) انظر حول اسمه : سيرة ابن هشام ٤ / ٢٤٠ وتاريخ الطبري ٣ / ٣٥ ، ٣٦.
(٢) إضم : الوادي الّذي تجتمع فيه أودية المدينة. وانظر تفصيل الكلام عنه. في وفاء ألوفا ٢ / ٢١٩.
(٣) متيّع : تصغير متاع ، أي ما يستمتع به الإنسان من حوائج أو مال.
(٤) الوطب : وعاء اللبن.
(٥) سورة النساء : من الآية ٩٤.
(٦) سيرة ابن هشام ٤ / ٢٤٠ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣٥ ، ٣٦ نهاية الأرب ١٧ / ٢٨٦ ، الطبقات الكبرى ٢ / ١٣٣ عيون الأثر ٢ / ١٦١ ، ١٦٢ ، البداية والنهاية ٤ / ٢٢٤.
(٧) ويقال : زياد بن سعد بن ضميرة. انظر : سنن أبي داود ٤ / ٧١ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٣٦٩ رقم ٦٧٧.