فذكر الحديث. وقال : كان قدومنا في صفر سنة ثمان. فو الله ما كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم من يوم أسلمت يعدل بي أحدا من أصحابه فيما حزبه (١).
* * *
سريّة شجاع بن وهب الأسديّ
قال الواقديّ (٢) : حدّثني ابن أبي سبرة ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ، عن عمر بن الحكم ، قال بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم شجاع بن وهب في أربعة وعشرين رجلا ، إلى جمع من هوازن (٣). وأمره أن يغير عليهم. فخرج يسير الليل ويكمن النّهار ، حتى صبّحهم غارّين ، فأصابوا نعما وشاء ، فاستاقوا ذلك إلى المدينة. فكانت سهمانهم خمسة عشر بعيرا لكلّ رجل منهم. وعدلوا البعير بعشرة (٤) من الغنم. وغابت السرية [٨١ ب] خمس عشرة ليلة (٥).
قال ابن أبي سبرة : فحدّثت به محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، فقال : كذبوا. قد أصابوا في ذلك الحاضر نسوة فاستاقوهنّ ، فكانت فيهنّ جارية وضيئة ، فقدموا بها المدينة ، ثم قدم وفدهم مسلمين ، فكلّموا رسول الله صلىاللهعليهوسلم في السبي. فكلّم النّبيّ صلىاللهعليهوسلم شجاعا وأصحابه في
__________________
(١) المغازي للواقدي ٢ / ٧٤٥ ـ ٧٤٨ ، الطبقات الكبرى لابن سعد ٤ / ٢٥٢ ، البداية والنهاية ٤ / ٢٣٨.
(٢) انظر : المغازي للواقدي (٢ ـ ٧٥٣).
(٣) زاد في الطبقات الكبرى أنّ هذا الجمع من هوازن كان بالسّيّ ناحية ركية من وراء المعدن ، وهي من المدينة على خمس ليال. (٢ / ١٢٧).
(٤) في الأصل ، ع : بعشرين من الغنم. وأثبتنا رواية الواقدي (٢ ـ ٧٥٤) ، وعند ابن سعد (٢ ـ ١٢٧) «بعشر».
(٥) حتى هنا ينتهي الخبر عند ابن سعد في الطبقات ٢ / ١٢٧ وورد مختصرا في تاريخ الطبري ٣ / ٢٩ وانظر عيون الأثر ٢ / ١٥٢ ، وعيون التواريخ ١ / ٢٧٧ والبداية والنهاية ٤ / ٢٤٠ ونهاية الأرب ١٧ / ٢٧٦.