سنين ، رسول الله [صلىاللهعليهوسلم] أكبر منه ، وكان قصيرا شديد الأدمة (١) أفطس (٢).
قال محمد بن سعد : كذا صفته في هذه الرواية. وجاءت من وجه آخر أنّه كان أبيض وكان ابنه أسود. ولذلك أعجب النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بقول مجزّز المدلجي القائف : «إنّ هذه الأقدام [٨٥ أ] بعضها من بعض» (٣).
قلت : وعلى هذه الرواية يكون عمره خمسين سنة أو نحوها.
وقال أبو إسحاق السّبيعيّ إنّ زيد بن حارثة أغارت عليه خيل من تهامة ، فوقع إلى خديجة فاشترته ، ثم وهبته للنّبيّ صلىاللهعليهوسلم. ويروى أنّها اشترته بسبعمائة درهم.
وقال الزّهري : ما علمنا أحدا أسلم قبله.
وقال موسى بن عقبة : ثنا سالم بن عبد الله ، عن ابن عمر قال : ما كنّا ندعو زيدا إلّا زيد بن محمد. فنزلت : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) (٤).
وقال يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال : غزوت مع زيد بن حارثة تسع غزوات ، كان النّبيّ صلىاللهعليهوسلم يؤمّره علينا. كذا رواه الفسوي (٥) عن أبي عاصم عن زيد.
وقال ابن عيينة : أنا عبد الله بن دينار ، سمع ابن عمر يقول : إنّ
__________________
(١) الأدمة : السمرة الشديدة.
(٢) الطبقات الكبرى ٣ / ٣٠.
(٣) أخرجه أحمد ٦ / ٨٢ و ٢٢٦ ، والبخاري ٢٥٥٥ في المناقب ، باب صفة النبيّ ، و ٣٧٣١ في فضائل الصحابة ، باب مناقب زيد بن حارثة ، و ٦٧٧٠ و ٦٧٧١ في الفرائض ، باب القائف من طريق ابن شهاب عن عروة عن عائشة.
(٤) سورة الأحزاب : من الآية ٥.
(٥) المعرفة والتاريخ ١ / ٢٩٩ ، وأخرجه البخاري في المغازي (٤٢٧٢) باب بعث النبيّ أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة ، ورواه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٣١.