الشهر الحرام. وتردّدوا ، ثم أجمعوا على قتلهم وأخذ تجارتهم ، فرمى واقد ابن عبد الله عمرو بن الحضرميّ فقتله ، واستأسروا عثمان بن عبد الله ، والحكم بن كيسان. وأفلت نوفل بن عبد الله.
وأقبل ابن جحش وأصحابه بالعير والأسيرين ، حتى قدموا المدينة. وعزلوا خمس ما غنموا للنّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فنزل القرآن كذلك. وأنكر النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قتل ابن الحضرميّ ، فنزلت : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ (١)) الآية ، وقبل [٧ ب] النّبيّ صلىاللهعليهوسلم الفداء في الأسيرين. فأمّا عثمان فمات بمكة كافرا ، وأمّا الحكم فأسلم واستشهد ببئر معونة (٢).
وصرفت القبلة في رجب ، أو قريبا منه (٣).
* * *
[غزوة بدر الكبرى]
من السّيرة لابن إسحاق ، رواية البكّائيّ.
قال ابن إسحاق : سمع النّبيّ صلىاللهعليهوسلم أنّ سفيان بن حرب قد أقبل من الشام في عير وتجارة عظيمة ، فيها ثلاثون أو أربعون رجلا من قريش ، منهم : مخرمة بن نوفل ، وعمرو بن العاص. فقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : هذه عير قريش فيها أموالهم ، فاخرجوا إليها لعلّ الله ينفلكموها. فانتدب النّاس ، فخفّ بعضهم ، وثقل بعض ، ظنّا منهم أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم لا يلقى حربا. واستشعر أبو
__________________
(١) سورة البقرة ، من الآية ٢١٧.
(٢) السيرة ٣ / ٢٢ ـ ٢٤ التهذيب ١٣٢ ـ ١٣٥ ، الطبقات الكبرى ٢ / ١٠ ، ١١ ، تاريخ الرسل والملوك ٢ / ٤١٠ ، الروض الأنف ٣ / ٢٨ ، ٢٩ ، عيون الأثر ١ / ٢٢٧ ـ ٢٣٠ ، البداية والنهاية ٣ / ٢٤٨ ـ ٢٥٢ ، عيون التواريخ ١ / ١٠٨ ـ ١١١.
(٣) السيرة ٣ / ٣٥ ، الطبري ٢ / ٤١٥.