وجماعة ، أمّر عليهم أبا عبيدة. فأمدّ بهم عمرا. فلما قدموا عليه قال : أنا أميركم ، وأنا أرسلت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أستمدّه بكم. فقال المهاجرون : بل أنت أمير أصحابك ، وأبو عبيدة أمير المهاجرين. قال : إنّما أنتم مدد أمددته. فلما رأى ذلك أبو عبيدة ، . وكان رجلا حسن الخلق ليّن الشيمة ، سعى لأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعهده ، قال : تعلم يا عمرو أنّ آخر ما عهد إليّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن قال : إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا ، وإنّك إن عصيتني لأطيعنّك. فسلّم أبو عبيدة الإمارة لعمرو (١).
وقال يونس ، عن ابن إسحاق (٢) ، حدّثني محمد بن عبد الرحمن [بن عبد الله] (٣) بن الحصين التميمي ، عن غزوة ذات السلاسل من أرض بليّ وعذرة (٤) ، قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم عمرو بن العاص ليستنفر العرب إلى الإسلام. وذلك أنّ أمّ العاص بن وائل كانت من بليّ ، فبعثه إليهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يتألّفهم بذلك. حتى إذا كان بأرض جذام ، على ماء يقال له السّلاسل ، خاف فبعث يستمدّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم.
وقال عليّ بن عاصم : أنا خالد الحذّاء ، عن أبي عثمان النّهدي ، سمعت عمرو بن العاص يقول : بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم على جيش ذي السلاسل ، وفي القوم أبو بكر وعمر. فحدّثت نفسي أنّه لم يبعثني عليها إلّا لمنزلة لي عنده ، فأتيته حتى قعدت بين يديه فقلت : يا رسول الله ، من أحبّ النّاس إليك؟ قال : «عائشة» قلت : إنّي لم أسألك عن أهلك. قال : «فأبوها» قلت : ثم من؟ قال : «عمر» قلت : ثم من حتى عدّ رهطا ،
__________________
(١) المغازي لعروة ٢٠٧ وانظر سيرة ابن هشام ٤ / ٢٣٩.
(٢) سيرة ابن هشام ٤ / ٢٣٩.
(٣) زيادة من ح ، ولم أقف على ترجمته.
(٤) عذرة بطن من قضاعة ، وهم المعروفون بالحبّ العذريّ.