بِكُمْ رَحِيماً) (١) ، فضحك النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، ولم يقل شيئا (٢).
وقال عمرو بن الحارث. وغيره ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عمران ابن أبي أنس ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص أنّ عمرا كان على سريّة فذكر نحوه. قال : فغسل مغابنه (٣) ، وتوضّأ وضوءه للصلاة ثمّ صلّى بهم. لم يذكر التيمّم. أخرجهما أبو داود (٤).
* * *
غزوة سيف البحر (٥)
قال ابن عيينة ، عن عمرو بن جابر : بعثنا النّبيّ صلىاللهعليهوسلم في ثلاثمائة راكب ، وأميرنا أبو عبيدة بن الجرّاح ، نرصد عيرا لقريش. فأصابنا جوع شديد ، حتى أكلنا الخبط (٦) فسمّي جيش الخبط.
قال : ونحر رجل ثلاث جزائر ، ثم نحر ثلاث جزائر ، ثم نحر ثلاث جزائر. ثم إنّ أبا عبيدة نهاه. قال : فألقى لنا البحر دابّة يقال لها العنبر ، فأكلنا منه نصف شهر وادّهنّا منه ، حتى ثابت منه أجسامنا وصلحت ، فأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه ، فنظر إلى رجل في الجيش وأطول جمل
__________________
(١) سورة النساء : من الآية ٢٩.
(٢) إسناده صحيح. أخرجه أبو داود (٣٣٥) في الطهارة ، باب إذا خاف الجنب البرد تيمّم ، والبيهقي ١ / ٢٢٦ من طريق ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، وعمرو بن الحارث بهذا الإسناد ، وصحّحه ابن حبّان (٢٠٢) ، ورواه ابن عساكر ١٣ / ٢٥٥ ب ، وصحّحه الحاكم ١ / ١٧٧ ، ووافقه الذهبي في التلخيص ، وحسّنه المنذري.
(٣) المغابن : الأرفاغ ، وهي بواطن الأفخاذ عند الحوالب جمع مغبن من غبن الثوب : إذا ثناه وعطفه.
(٤) سنن أبي داود : كتاب الطهارة ، باب إذا خاف الجنب البرد أيتيمّم؟ (٣٣٤ و ٣٣٥) ، وانظر مصادر تخريج الحديث الّذي قبله ، وزاد المعاد ٣ / ٣٨٨ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٧٥.
(٥) وتعرف بسريّة الخبط. (انظر طبقات ابن سعد ٢ / ١٣٢ والمغازي للواقدي ٢ / ٧٧٤).
(٦) الخبط : ورق العضاة من الطلح والسلم ونحوه يخبط بالعصا فيتساقط ، وكانت تعلفه الإبل.
يقال : عضه البعير ، كفرح إذا اشتكى من أكل العضاة ورعيه.