فسار وهجم على حاضر منهم عظيم فأحاط به. فصرخ رجل منهم : يا خضرة (١) وقاتل منهم رجال فقتلوا من أشرف (٢) لهم. واستاقوا النّعم ، فكانت مائتي بعير وألفي (٣) شاة. وسبوا سبيا كثيرا. وغابوا خمس عشرة ليلة. وذلك في شعبان من السّنة.
ثم كانت سريّته إلى إضم (٤) على أثر ذلك في رمضان (٥).
* * *
وفاة زينب
بنت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم
وكانت أكبر بناته. توفّيت في هذه السنة (٦) وغسّلتها أمّ عطيّة الأنصاريّة وغيرها. وأعطاهنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم حقوه (٧) فقال : «أشعرنها إيّاه» (٨).
وبنتها أمامة بنت أبي العاص (٩) ، هي التي كان النّبيّ صلىاللهعليهوسلم يحملها في الصّلاة.
__________________
(١) خضرة : أرض لمحارب بنجد. وقيل هي بتهامة من أعمال المدينة. (معجم البلدان ٢ / ٣٧٧).
(٢) في الأصل ، ع : أشراف. والتصحيح من ح والواقدي ٢ / ٧٧٩ وطبقات ابن سعد ٢ / ١٣٢.
(٣) في المغازي للواقدي ٢ / ٧٨٠ «ألف» والتصويب من المصادر الأخرى للسريّة.
(٤) إضم : بالكسر ثم الفتح ، ماء يطؤه الطريق بين مكة واليمامة عند السمينة. ويقال هو واد بجبال تهامة ، وهو الوادي الّذي فيه المدينة. ويسمّى من عند المدينة القناة ، ومن أعلى منها عند السّدّ يسمّى الشظاة ، ومن عند الشظاة إلى أسفل يسمّى إضما إلى البحر. (معجم البلدان ١ / ٢١٤ ، ٢١٥).
(٥) انظر عنها : سيرة ابن هشام ٤ / ٢٤٠ ، الطبقات الكبرى ٢ / ١٣٣ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣٥ ، ٣٦ ، نهاية الأرب ١٧ / ٢٨٦ ، عيون الأثر ٢ / ١٦١ ، ١٦٢ إمتاع الأسماع ١ / ٣٥٦.
(٦) تاريخ خليفة ٩٢ ، تاريخ الطبري ٣ / ٢٧.
(٧) الحقو : الكشح ، ويطلق مجازا على الإزار. يقال رمى فلان بحقوه إذا رمى بإزاره.
(٨) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٨ / ٣٥ من طريق معن بن عيسى ، عن مالك بن أنس ، عن أيوب ، عن محمد بن سيرين.
(٩) انظر عنها (الإصابة ٤ / ٢٣ رقم ٧٠).