الأنصار ، وكان معه مولى يخدمه وكان مسلما. فنزل منزلا ، فأمر المولى أن يذبح تيسا ويصنع له طعاما ، ونام فاستيقظ ولم يصنع له شيئا فقتله وارتدّ. وكان له قينة وصاحبتها تغنّيان بهجاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأمر بقتلهما معه. وكان ممّن يؤذي رسول الله صلىاللهعليهوسلم (١).
وقال يعقوب القمّي : ثنا جعفر بن أبي المغيرة ، عن ابن أبزى ، قال : لما افتتح رسول الله صلىاللهعليهوسلم مكة ، جاءت عجوز حبشيّة شمطاء تخمش وجهها وتدعو بالويل. فقيل : يا رسول الله ، رأينا كذا وكذا. فقال : «تلك نائلة (٢) أَيِست أن تُعبد ببلدكم هذا أبدا». كأنه منقطع (٣).
وقال يونس بن بكير ، عن زكريا ، عن الشعبيّ ، عن الحارث بن مالك ، هو ابن برصاء ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الفتح يقول : «لا تغزى مكّة بعد اليوم أبدا إلى يوم القيامة» (٤).
وقال محمد بن فضيل : ثنا الوليد بن جميع ، عن أبي الطفيل ، قال : لما فتح رسول الله صلىاللهعليهوسلم مكة ، بعث خالد بن الوليد إلى نخلة ، وكانت بها العزّى. فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمرات. فقطع السّمرات وهدم البيت الّذي كان عليها. ثم أتى النبيّ صلىاللهعليهوسلم فأخبره. فقال : «ارجع ، فإنك لم تصنع شيئا». فرجع خالد. فلما نظرت إليه السّدنة ، وهم حجّابها ، أمعنوا في الجبل وهم
__________________
(١) السيرة لابن هشام ٤ / ٩٢ ، ٩٣ ، والمغازي للواقدي ٢ / ٨٥٩ ، ٨٦٠ ، وعيون الأثر ٢ / ١٧٦ ، والسيرة لابن كثير ٣ / ٥٦٤ ، وشفاء الغرام ٢ / ٢٢٦ و ٢٢٧.
(٢) هي نائلة بنت زيد ، من جرهم ، دخلت مع إساف بن يعلى الكعبة ، فوجدا غفلة من الناس ، ففجر بها. فمسخا حجرين ، فعبدتهما خزاعة وقريش. (الأصنام لابن الكلبي ص ٩ و ٢٩).
(٣) روى مثله الأزرقي في (أخبار مكة ١ / ١٢٢) عن جدّه ، عن محمد بن إدريس ، عن الواقدي ، عن أشياخه. وانظر ، شفاء الغرام ٢ / ٤٤٧.
(٤) الطبقات الكبرى لابن سعد ٢ / ١٣٧ وقال أيضا : «لا تغزى قريش بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة» ، ومثله في المغازي للواقدي ٢ / ٨٦٢ من طريق : يزيد بن فراس ، عن عراك بن مالك ، عن الحارث بن البرصاء. وفي آخره : «يعني على الكفر».