يقولون : يا عزّى خبّليه ، يا عزّى عوّريه (١) ، وإلّا فموتي برغم. فأتاها [٩٨ ب] خالد ، فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحثو التّراب على رأسها. فعمّمها بالسّيف حتى قتلها. ثم رجع إلى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فأخبره. فقال : «تلك العزّى» (٢). أبو الطّفيل له رؤية.
وقال ابن إسحاق : حدّثني أبي قال : حدّثني بعض آل جبير بن مطعم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما دخل مكة ، أمر بلالا فعلا على ظهر الكعبة ، فأذّن عليها. فقال بعض بني سعيد بن العاص : لقد أكرم الله سعيدا إذ قبضه قبل أن يرى هذا الأسود على ظهر الكعبة.
وقال عروة : أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم [بلالا] (٣) يوم الفتح فأذّن على الكعبة (٤).
وقال اللّيث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سعيد بن أبي هند (٥) : أنّ أبا مرّة مولى عقيل حدّثه ، أنّ أمّ هانئ بنت أبي طالب حدّثته ، لما كان عام الفتح فرّ إليها رجلان من بني مخزوم ، فأجارتهما. قالت : فدخل عليّ عليّ فقال : أقتلهما. فأتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو بأعلى مكة ، فلما رآني رحّب فقال : «ما جاء بك يا أمّ هانئ؟ قالت : يا نبيّ الله ، كنت قد أمّنت رجلين من أحمائي فأراد عليّ قتلهما. فقال : «قد أجرنا من أجزت». ثم قام إلى غسله ،
__________________
(١) خبّليه : دعاء عليه بالخيل ، وهو الفالج أو قطع اليد أو المنع أو الحبس أو الجنون. وكلّها من معانيه. وعوّريه : ردّيه. يقال : عورته عن حاجته رددته عنها.
(٢) سيرة ابن هشام ٤ / ١١٣ ، الطبقات الكبرى لابن سعد ٢ / ١٤٥ ، ١٤٦ ، المغازي للواقدي ٣ / ٨٧٣ ، ٨٧٤ ، تاريخ الرسل والملوك للطبري ٣ / ٦٥ ، عيون الأثر لابن سيّد الناس ٢ / ١٨٤ ، السيرة النبويّة لابن كثير ٣ / ٥٩٧ ، ٥٩٨ ، نهاية الأرب للنويري ١٧ / ٣١٤ ، ٣١٥ ، عيون التواريخ ١ / ٣١٩ ، ٣٢٠.
(٣) سقطت من الأصل ، وأثبتناها من ع ، ح.
(٤) الحديث مرسل. وأخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ١٦٧ من طريق : عارم بن الفضل ، عن حمّاد بن زيد ، عن أيوب ، عن ابن أبي مليكة وغيره. ورجاله ثقات ، لكنه مرسل أيضا.
(٥) في الأصل «سعيد بن أبي بلال» وصحّحه في هامش (ح) : سعيد بن أبي هلال. والتصويب من صحيح مسلم ١ / ١٨٢ ، وتهذيب التهذيب لابن حجر ٤ / ٩٣.