قصّة كعب بن زهير
ولما قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم من منصرفه ، كتب بجير بن زهير ، يعني إلى أخيه كعب بن زهير ، يخبره أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قتل رجالا بمكة ممّن كان يهجوه ويؤذيه ، وأنّ من بقي من شعراء قريش ، ابن الزّبعرى (١) ، وهبيرة بن أبي وهب (٢) ، قد هربوا (٣) في كلّ وجه. فإن كانت لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فإنه لا يقتل أحدا جاءه تائبا ، وإن أنت لم تفعل فانج إلى نجائك من الأرض.
وكان كعب [١١١ أ] قد قال (٤) :
ألا أبلغا عنّي بجيرا رسالة |
|
فهل لك (٥) فيما قلت ويحك هل لكا |
__________________
(١) هو عبد الله بن الزبعري بن قيس بن عديّ القرشيّ السهمي الشاعر ، كان من أشعر قريش في الجاهلية ، وأسلم بعد الفتح وحسن إسلامه. انظر ترجمته في الإصابة (٢ / ٣٠٨) وأسد الغابة (٣ / ٢٣٩) وطبقات فحول الشعراء (١ / ٢٣٥ ـ ٢٤٤).
(٢) في سيرة ابن هشام ٤ / ١٥٧ «هبيرة بن وهب» والمثبت يتفق مع المصادر الأخرى.
(٣) في الأصل ، ع : «فذهبوا». والتصحيح من (ح).
(٤) شرح ديوانه (صنعة السكري) : ص ٣ ـ ٤ باختلاف في الألفاظ وترتيب الأبيات ، ولم يرد البيت الرابع في شرح الديوان.
(٥) في الأصل ، ع : «فهل كان». والمثبت من ح. وسيرة ابن هشام ٤ / ١٥٨.