غزوة تبوك (١)
قال ابن إسحاق ، عن عاصم بن عمر ، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قلّما كان يخرج في غزوة إلا أظهر أنه يريد غيرها ، إلّا غزوة تبوك فإنه قال : أيها الناس ، إنّي أريد الرّوم. فأعلمهم. وذلك في شدّة الحرّ وجدب [من] (٢) البلاد. وحين طابت الثّمار ، والناس يحبّون المقام في ثمارهم.
فبينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات يوم في جهازه ، إذ قال للجدّ بن قيس : «يا جدّ ، هل لك في بنات بني الأصفر؟ (٣) فقال : يا رسول الله ، لقد علم قومي أنّه ليس أحد أشدّ عجبا بالنّساء منّي. وإنّي أخاف إن رأيت نساء بني الأصفر أن يفتنّني ، فائذن لي يا رسول الله. فأعرض عنه [١١٣ أ] رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقال : «قد أذنت لك». فنزلت (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي
__________________
(١) انظر عنها : المغازي لعروة ٢٢٠ ، المغازي للواقدي ٣ / ٩٨٩ ، تاريخ خليفة ٩٢ ، سيرة ابن هشام ٤ / ١٧٣ ، طبقات ابن سعد ٢ / ١٦٥ ، تاريخ الطبري ٣ / ١٠٠ ، الدرر في المغازي والسير لابن عبد البر ٢٥٣ ، جوامع السيرة لابن حزم ٢٤٩ ، نهاية الأرب للنويري ١٧ / ٣٥٢ ، عيون التواريخ للكتبي ١ / ٣٤٤ ، عيون الأثر لابن سيّد الناس ٢ / ٢١٥ وغيره.
(٢) سقطت من الأصل ، وأثبتناها من نسختي (ع) و (ح).
(٣) بنو الأصفر : هم الروم.