سمّاها رسول الله صلىاللهعليهوسلم باسم غير الحمّى ، فلم نثبته. فلما انتهى من بلد نجد إلى ماء من مياهه ، يقال له فردة ، أصابته الحمّى فمات بها. قال : فعمدت امرأته إلى ما معه من كتب فحرّقتها (١).
* * *
[قدوم عديّ بن حاتم]
قال شعبة (٢) : ثنا سماك بن حرب ، سمعت عبّاد بن حبيش ، يحدّث عن عديّ بن حاتم ، قال :
جاءت خيل رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنا بعقرب (٣) ، فأخذوا عمّتي وناسا. فلما أتوا بهم رسول الله قالت : يا رسول الله ، غاب الوافد ، وانقطع الوالد ، وأنا عجوز كبيرة ، فمنّ عليّ منّ الله عليك. قال : «من وافدك؟» قالت : عديّ بن حاتم. قال : «الّذي فرّ من الله ورسوله؟» قالت : فمنّ عليّ. ورجل إلى جنبه تراه عليّا ، فقال : سليه حملانا. فسألته. فأمر لها به.
قال [عديّ] (٤) : فأتتني ، فقالت : لقد فعلت فعلة ما كان أبوك يفعلها. ايته راغبا أو راهبا. فقد أتاه فلان فأصاب منه ، وأتاه فلان فأصاب منه.
قال عديّ : فأتيته ، فإذا عنده امرأة وصبيّان ، أو صبّي ، فذكر قربهم من النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : فعرفت. أنه ليس ملك كسرى ولا قيصر ، فأسلمت. فرأيت وجهه قد استبشر (٥) ، وقال : «إنّ المغضوب عليهم اليهود ، والضّالّين النّصارى». وذكر باقي الحديث (٦).
__________________
(١) الخبر في سيرة ابن هشام ٤ / ٢١١ ، وتاريخ الطبري ٣ / ١٤٥ ، وطبقات ابن سعد ١ / ٣٢١.
(٢) في الأصل «سعيه». والتصحيح من ع ، ح.
(٣) عقرب : أطم بالمدينة ، وهو الأطم الأسود الصغير الّذي في شامي الرحابة في الحرّة ، كان لآل عاصم بن عامر بن عطية (المغانم المطابة ٢٦٦).
(٤) ليست في الأصل ، وزدناها من ع ، ح.
(٥) حتى هنا الخبر في تاريخ الطبري ٣ / ١١٢ وانظر سيرة ابن هشام ٤ / ٢١٢.
(٦) بقيّته في مسند الإمام أحمد (٤ / ٣٧٨ ـ ٣٧٩).