شاء الله بالمحصّب بخيف بني كنانة ، حيث تقاسموا على الكفر» (١).
وذلك أنّ قريشا تقاسموا على بني هاشم وبني المطّلب أن لا يناكحوهم ولا يخالطوهم حتى يسلّموا إليهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم. اتّفقا عليه (٢).
وقال أفلح بن حميد ، عن القاسم ، عن عائشة قالت : خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليالي الحج. قالت : فلما تفرّقنا من منّي نزلنا المحصّب. وذكر الحديث. متّفق عليه (٣).
* * *
وقال أبو إسحاق السّبيعيّ ، عن زيد بن أرقم : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم غزا تسع عشرة غزوة ، وحجّ بعد ما هاجر حجّة الوداع ، ولم يحجّ بعدها.
قال أبو إسحاق من قبله : وواحدة بمكة. اتّفقا عليه (٤).
ويروى عن ابن عباس أنه كان يكره أن يقال : حجّة الوداع ، ويقول : حجّة الإسلام (٥).
وقال زيد بن الحباب ، ثنا سفيان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر : أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم حجّ ثلاث حجج قبل أن يهاجر ، وحجّة بعد ما هاجر معها عمرة ، وساق ستّا وثلاثين بدنة ، وجاء عليّ بتمامها من اليمن ، فيها جمل لأبي
__________________
(١) حيث تقاسموا على الكفر : يعني حيث تعاهد كفار قريش على إخراج النبي صلىاللهعليهوسلم من مكة إلى شعب أبي طالب ، وهو خيف بني كنانة ، وكتبوا بينهم بذلك الصحيفة المشهورة.
(٢) صحيح البخاري : كتاب الحج ، باب نزول النبي صلىاللهعليهوسلم مكة (٢ / ١٨١ ـ ١٨٢). وصحيح مسلم : كتاب الحج ، باب استحباب النزول بالمحصب يوم النفر والصلاة به (٤ / ٨٦).
(٣) صحيح البخاري : كتاب الحج ، باب قول الله تعالى : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ) (٢ / ١٧٣) ، وأبواب العمرة ، باب المعتمر إذا طاف طواف العمرة إلخ (٣ / ٦). وصحيح مسلم : كتاب الحج ، باب بيان وجوه الإحرام إلخ (٤ / ٣١).
(٤) صحيح البخاري : كتاب المغازي ، باب حجة الوداع (٥ / ٢٢٣ ـ ٢٢٤). وصحيح مسلم : كتاب الجهاد والسير ، باب عدد غزوات النبي صلىاللهعليهوسلم (٥ / ١٩٩).
(٥) الطبقات الكبرى لابن سعد ٢ / ١٨٨.