رجل من المشركين أمامه ، إذ سمع ضربة بالسّوط فوقه وصوت الفارس [يقول] (١) : أقدم حيزوم (٢). إذ نظر إلى المشرك أمامه فخرّ مستلقيا ، فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه (٣) وشقّ وجهه كضربة السوط ، فاخضرّ ذلك أجمع. فجاء الأنصاريّ ، فحدّث ذاك رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : صدقت ، ذاك من مدد السماء الثالثة.
فقتلوا يومئذ سبعين ، وأسروا سبعين. أخرجه مسلم (٤).
وقال سلامة بن روح ، عن عقيل ، حدّثني ابن شهاب قال : قال أبو حازم عن سهل بن سعد قال : قال أبو أسيد السّاعديّ بعد ما ذهب بصره : يا ابن أخي ، والله لو كنت أنا وأنت ببدر ، ثمّ أطلق الله لي بصري لأريتك الشّعب الّذي خرجت علينا منه الملائكة ، غير شكّ ولا تمار (٥).
وقال الواقدي : ثنا ابن أبي حبيبة (٦) عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس. وحدّثنا موسى بن محمد بن إبراهيم ، عن أبيه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : يا أبا بكر [أبشر] (٧) هذا جبريل معتجر بعمامة صفراء آخذ [١٥ ب] بعنان فرسه بين السماء والأرض. فلما نزل إلى الأرض ،
__________________
(١) إضافة من صحيح مسلم.
(٢) أقدم حيزوم : ضبطوه بوجهين : أصحّهما وأشهرهما ، لم يذكر ابن دريد وكثيرون أو الأكثرون غيره : أنه بهمزة قطع مفتوحة ، وبكسر الدال. من الإقدام ، قالوا : وهي كلمة زجر للفرس معلومة في كلامهم. والثاني بضم الدال وبهمزة وصل مضمومة من التقدّم وحيزوم اسم فرس الملك ، وهو منادى بحذف حرف النداء. أي : يا حيزوم. شرح صحيح مسلم ص ١٣٨٤ رقم (٨) وانظر الروض الأنف ٣ / ٤٨.
(٣) خطم أنفه ، ضربه. والخطم : الأثر على الأنف.
(٤) صحيح مسلم (١٧٦٣) : كتاب الجهاد والسير ، باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر.
(٥) العبارة عند ابن كثير في البداية والنهاية ٣ / ٢٨٠ «لا أشك فيه ولا أتمارى».
(٦) في الأصل : (ابن أبي حنيفة) خطأ صوابه من ع ، ح. وانظر تهذيب التهذيب (١ / ١٠٤).
والبداية والنهاية ٣ / ٢٨٠.
(٧) زيادة من ح. وفي البداية والنهاية ٣ / ٢٨٠ وردت : «أبشر يا أبا بكر».