المنذر ، وكان بدريا فقال : منا أمير ومنكم أمير (١).
وقال وهيب : ثنا داود بن أبي هند ، عن أبي نضرة (٢) ، عن أبي سعيد قال : لمّا توفّي رسول الله صلىاللهعليهوسلم قام خطباء الأنصار ، فجعل منهم من يقول : يا معشر المهاجرين إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منّا ، فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان منّا ومنكم ، قال : وتتابعت (٣) خطباء الأنصار على ذلك ، فقام زيد بن ثابت فقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان من المهاجرين ، وإنّما يكون الإمام من المهاجرين ، ونحن أنصاره ، كما كنّا أنصار رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقام أبو بكر فقال : جزاكم الله خيرا من حيّ يا معشر الأنصار وثبّت قائلكم ، أم (٤) والله لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم ، ثم أخذ زيد بيد أبي بكر فقال : هذا صاحبكم فبايعوه ، قال : فلمّا قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليّا ، فسأل عنه ، فقام ناس من الأنصار فأتوا به. فقال أبو بكر : ابن عمّ رسول الله وختنه أردت أن تشقّ عصا المسلمين! فقال : لا تثريب يا خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فبايعه (٥) ، ثم لم ير الزّبير ، فسأل عنه حتّى جاءوا به ، فقال : ابن عمّة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وحواريّه أردت أن تشقّ عصا المسلمين! فقال : لا تثريب يا خليفة رسول الله ، فبايعه.
روى منه أحمد في «مسندة» (٦) إلى قوله (لمّا صالحناكم) عن
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٣ / ١٨٢.
(٢) في نسخة (ح) : «نصرة» وهو تصحيف.
(٣) في نسخة (ح) : «وتبايعت» وهو تصحيف.
(٤) بفتح الميم بدون ألف ، كما في الأصل وبقيّة النسخ ، وفي المنتقى لابن الملّا «أما» ، وكلاهما صحيح.
(٥) وهذا من الأدلّة على أنّ بيعته لم تتأخّر ، أو يقال بأنّ هذه هي البيعة الأولى ، على ما قاله الحافظ ، ابن كثير في (البداية والنهاية ٥ / ٣٠١).
(٦) البداية والنهاية ج ٥ / ١٨٥ ، ١٨٦.