وقال أبو بكر الهذليّ ، عن الحسن ، عن عليّ قال : لقد أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبا بكر أن يصلّي بالنّاس ، وإنّي لشاهد وما بي مرض ، فرضينا لدنيانا من رضياللهعنه به النّبي صلىاللهعليهوسلم لديننا (١).
وقال صالح بن كيسان ، عن الزّهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم في مرضه : «ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا ، فإنّي أخاف أن يتمنّى متمن ويقول قائل ، ويأبى الله والمؤمنون إلّا أبا بكر». هذا حديث صحيح (٢).
وقال نافع بن عمر : ثنا ابن أبي مليكة ، عن عائشة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال في مرضه : «ادعوا لي أبا بكر وابنه فليكتب لكيلا يطمع في أمر أبي بكر طامع ولا يتمنّى متمنّ» ، ثم قال : «يأبى الله ذلك والمسلمون» (٣). تابعه غير واحد ، منهم عبد العزيز بن رفيع ، عن ابن أبي مليكة ، ولفظه : «معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر» (٤).
وقال زائدة ، عن عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله (٥) ، قال : لما قبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم قالت الأنصار : منّا أمير ومنكم أمير ، فأتاهم عمر فقال : ألستم تعلمون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد أمر أبا بكر فأمّ النّاس ، فأيّكم تطيب نفسه أن يتقدّم أبا بكر؟ فقالوا : نعوذ بالله أن نتقدّم أبا بكر (٦).
__________________
(١) صفة الصفوة ١ / ٢٥٧.
(٢) رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٣٨٧) باب من فضائل أبي بكر الصّدّيق رضياللهعنه ، وأحمد في المسند ٦ / ١٠٦ و ١٤٤ ، وابن سعد في الطبقات ٣ / ١٨٠.
(٣) رواه أحمد في المسند ٦ / ١٠٦.
(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ١٨٠.
(٥) ابن مسعود.
(٦) أخرجه النسائيّ في الإمامة ٢ / ٧٤ و ٧٥ باب ذكر الإمامة والجماعة ، وإسناده حسن. ورواه الحاكم في المستدرك ٣ / ٦٧ وصحّحه ، ووافقه الذهبي في تلخيصه ، ورواه ابن سعد في الطبقات ٣ / ١٧٩.