الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «أنت أمين هذه الأمّة» ، فقال : ما كنت لأتقدّم بين يدي رجل أمره رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يؤمنّا ، حتّى مات رسول الله صلىاللهعليهوسلم (١).
وقال أبو بكر بن عيّاش : أبو بكر خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم في القرآن لأنّ في القرآن في المهاجرين : (أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (٢) ، فمن سمّاه الله صادقا لم يكذب ، هم سمّوه وقالوا : يا خليفة رسول الله.
وقال إبراهيم بن طهمان ، عن خالد الحذّاء ، عن حميد بن هلال قال : لما بويع أبو بكر أصبح وعلى ساعده أبراد ، فقال عمر : ما هذا؟ قال يعني لي عيال ، قال : انطلق يفرض لك أبو عبيدة ، فانطلقا إلى أبي عبيدة فقال : أفرض لك قوت رجل من المهاجرين وكسوته ، ولك ظهرك (٣) إلى البيت (٤).
وقالت عائشة : لمّا استخلف أبو بكر ألقى كلّ دينار ودرهم عنده في بيت المال وقال : قد كنت أتّجر فيه وألتمس به ، فلمّا ولّيتهم شغلوني (٥)
وقال عطاء بن السّائب : لمّا استخلف أبو بكر أصبح وعلى رقبته أثواب
__________________
(١) رواه أحمد في المسند ١ / ٣٥ ، وابن سعد في الطبقات ٣ / ١٨١ من طريق العوّام ، عن إبراهيم التيمي.
(٢) سورة الحجرات ، الآية ٤٩ ، وسورة الحشر ، الآية ٥٩.
(٣) يعبّر عن المركوب بالظهر. (بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي).
(٤) أخرج ابن سعد نحوه في الطبقات ٣ / ١٨٤ ، ١٨٥ من طريق عفّان بن مسلم ، عن سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال قال : لما ولي أبو بكر قال أصحاب رسول الله : افرضوا لخليفة رسول الله ما يغنيه ، قالوا : نعم ، برداه إذا أخلقهما وضعهما وأخذ مثلهما وظهره إذا سافر ونفقته على أهله كما كان ينفق قبل أن يستخلف ، قال أبو بكر : رضيت. وانظر : صفة الصفوة لابن الجوزي ١ / ٢٥٨.
(٥) أخرج ابن سعد ٣ / ١٨٥ نحوه من طريق الزهري. عن عروة ، عن عائشة قالت : لما ولي أبو بكر قال : قد علم قومي أنّ حرفتي لم تكن لتعجز عن مئونة أهلي وقد شغلت بأمر المسلمين وسأحترف للمسلمين في مالهم وسيأكل آل أبي بكر من هذا المال.