الكواء ، أنّ عليّا رضياللهعنه ذكر مسيره وبيعة المهاجرين أبا بكر فقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم لم يمت فجأة ، مرض ليالي ، يأتيه بلال فيؤذنه بالصّلاة فيقول : «مروا أبا بكر بالصّلاة» ، فأرادت امرأة من نسائه أن تصرفه إلى غيره فغضب وقال : إنّكنّ صواحب يوسف ، فلمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم اخترنا واختار المهاجرون والمسلمون لدنياهم من اختاره رسول الله صلىاللهعليهوسلم لدينهم ، وكانت الصّلاة عظم الأمر وقوام الدّين (١).
وقال الوليد بن مسلم : فحدّثني محمد بن حرب ، نا الزّبيديّ ، حدّثني الزّهريّ ، عن أنس أنّه سمع خطبة عمر الآخرة قال : حين جلس أبو بكر على منبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم غدا من متوفّى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فتشهّد عمر ، ثمّ قال : أمّا بعد ، فإنّي قلت لكم أمس مقالة ، وإنّها لم تكن كما قلت ، وما وجدت المقالة (٢) التي قلت لكم في كتاب الله ولا في عهد عهده رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولكن رجوت أنّه يعيش حتّى يدبرنا ـ يقول حتّى يكون رسول الله صلىاللهعليهوسلم آخرنا ـ فاختار الله لرسوله ما عنده على الّذي عندكم ، فإن يكن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد مات ، فإنّ الله قد جعل بين أظهركم كتابه الّذي هدى به محمّدا ، فاعتصموا به تهتدوا بما هدي به محمّد صلىاللهعليهوسلم ، ثم ذكر أبا بكر صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وثاني اثنين وأنه أحقّ النّاس بأمرهم ، فقوموا فبايعوه ، وكان طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة ، وكانت البيعة على المنبر بيعة العامّة. صحيح غريب (٣).
وقال موسى بن عقبة ، عن سعد بن إبراهيم ، حدّثني أبي أنّ أباه عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر ، وأنّ محمد بن مسلمة كسر سيف
__________________
(١) انظر طبقات ابن سعد ٣ / ١٨٣.
(٢) في نسخة (ح) «في المقالة» ، وهو وهم.
(٣) انظر طبقات ابن سعد ٢ / ٢٧١ ، والبداية والنهاية لابن كثير ٦ / ٣٠١ ، وسيرة ابن هشام ٢٦٢ ، ونهاية الأرب للنويري ١٩ / ٤٢.