ورأسه كالثّغامة (١) فأسلم ، فقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «هلّا تركت الشيخ حتى نأتيه» ، إكراما لأبي بكر ، وقال : «غيّروا هذا الشّيب وجنّبوه السّواد» (٢).
(عبد الله بن صعصعة)(٣) بن وهب الأنصاري ، أحد بني عديّ بن النّجّار ، شهد أحدا وما بعدها وقتل يوم جسر أبي عبيد. قاله ابن الأثير (٤).
__________________
(١) الثغامة : بنت أبيض الزهر والثمر. (النهاية لابن الأثير).
(٢) أخرجه أحمد في المسند ٦ / ٣٤٩ ، ٣٥٠ من طريق يحيى بن عبّاد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن جدّته أسماء بنت أبي بكر قالت : لمّا وقف رسول الله صلىاللهعليهوسلم بذي طوى قال أبو قحافة لابنة له من أصغر ولده : أي بنيّة اظهري بي على أبي قبيس. قالت ـ وقد كفّ بصره ـ قالت :
فأشرفت به عليه ، فقال : يا بنيّة ما ذا ترين؟ قالت : أرى سوادا مجتمعا. قال : تلك الخيل.
قالت : وأرى رجلا يسعى بين ذلك السواد مقبلا ومدبرا. قال : يا بنيّة ذلك الوازع ، يعني الّذي يأمر الخيل ويتقدّم إليها. ثم قالت : قد والله انتشر السواد. فقال : قد والله إذا دفعت الخيل فأسرعي بي إلى بيتي ، فانحطّت به ، وتلقّاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته ، وفي عنق الجارية طوق لها من ورق ، فتلقّاها رجل فاقتلعه من عنقها. قالت : فلمّا دخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم مكة ودخل المسجد أتاه أبو بكر بأبيه يعوده ،
فلمّا رآه رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «هلّا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه؟». قال أبو بكر : يا رسول الله هو أحقّ أن يمشي إليك من أن تمشي أنت إليه. قال : فأجلسه بين يديه ، ثم مسح صدره ثم قال له : «أسلم» فأسلم ، ودخل به أبو بكر رضياللهعنه على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ورأسه كأنه ثغامة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «غيّروا هذا من شعره» ، ثم قال أبو بكر فأخذ بيد أخته فقال : أنشد بالله وبالإسلام طوق أختي ، فلم يجبه أحد ، فقال : يا أخيّة احتسبي طوقك».
(٣) أسد الغابة ٣ / ١٢٨ البداية والنهاية ٧ / ٥٠ ، الإصابة ٢ / ٣٢٦ رقم ٤٧٥٩.
(٤) في أسد الغابة.