قالوا : وأتمّ سعد الصّلاة يوم دخلها ، وذلك أنّه أراد المقام بها ، وكانت أوّل جمعة جمعت بالعراق ، وذلك في صفر سنة ستّ عشرة (١).
قال الطّبريّ : قسّم سعد الفيء بعد ما خمّسه ، فأصاب الفارس اثنا عشر ألفا ، وكلّ الجيش كانوا فرسانا (٢).
وقسّم سعد دور المدائن بين النّاس وأوطنوها ، وجمع سعد الخمس وأدخل فيه كلّ شيء من ثياب كسرى وحليّه وسيفه. وقال للمسلمين : هل لكم أن تطيب أنفسكم عن أربعة أخماس هذا القطف فنبعث به إلى عمر ، فيضعه حيث يرى ويقع من أهل المدينة موقعا؟ قالوا : نعم ، فبعثه على هيئته. وكان ستّين ذراعا في ستّين ذراعا بساطا واحدا مقدار جريب (٣). فيه طرق كالصّور. وفصوص كالأنهار ، وخلال ذلك كالدّرّ (٤) ، وفي حافّاته كالأرض المزروعة ، والأرض كالمبقلة بالنّبات في الرّبيع من الحرير على قصبات (٥) الذّهب. ونوّاره بالذّهب والفضّة ونحوه. فقطّعه عمر وقسّمه بين النّاس. فأصاب عليّا قطعة منه فباعها بعشرين ألفا (٦).
واستولى المسلمون في ثلاثة أعوام على كرسيّ مملكة كسرى ، وعلى كرسيّ مملكة قيصر ، وعلى أمّي بلادهما. وغنم المسلمون غنائم لم يسمع بمثلها قطّ من الذّهب والجوهر والحرير والرّقيق والمدائن والقصور. فسبحان الله العظيم الفتّاح.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٤ / ١٦.
(٢) تاريخ الطبري ٤ / ٢٠.
(٣) الجريب : ثلاثة آلاف وستمائة ذراع. (تاج العروس).
(٤) في تاريخ الطبري ٤ / ٢١ «كالدير».
(٥) في تاريخ الطبري ٤ / ٢١ «قضبان».
(٦) تاريخ الطبري ٤ / ٢١ ، ٢٢.