أتانا الخبر أنّه قتل شهرا وهزم الأبناء ، وغلب على صنعاء بعد نيّف وعشرين ليلة ، وخرج معاذ هاربا حتى مرّ بأبي موسى الأشعري بمأرب ، فاقتحما حضر موت.
وغلب الأسود على ما بين أعمال الطّائف إلى البحرين وغير ذلك ، وجعل يستطير (١) استطارة الحريق ، وكان معه سبعمائة فارس يوم لقي شهرا ، وكان قوّاده : قيس بن عبد يغوث ، ويزيد بن مخزوم ، وفلان ، وفلان ، واستغلظ أمره وغلب على أكثر اليمن ، وارتدّ معه خلق ، وعامله المسلمون بالتقية ، وكان خليفته في مذحج عمرو بن معديكرب ، وأسند (٢) أمر جنده إلى قيس بن عبد يغوث ، وأمر الأبناء (٣) إلى فيروز الدّيلميّ ، وداذويه (٤) ، فلمّا أثخن في الأرض استخفّ بهؤلاء ، وتزوّج امرأة شهر ، وهي بنت عمّ فيروز ، قال : فبينا نحن كذلك بحضر موت ولا نأمن أن يسير إلينا الأسود ، وقد تزوّج معاذ في السّكون (٥) ، إذ جاءتنا كتب النّبيّ صلىاللهعليهوسلم يأمرنا فيها أن نبعث الرجال لمجاولته ومصاولته ، فقام معاذ في ذلك ، فعرفنا القوّة ووثقنا بالنصر.
وقال سيف : فحدّثنا المستنير ، عن عروة ، عن الضّحّاك بن فيروز ، عن جشنس (٦) ابن الدّيلميّ قال : قدم علينا وبر بن يحنّس بكتاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) في نسخة دار الكتب «وجعل أمره يستطير» ، وهو مغاير لما في الأصل وتاريخ الطبري ٣ / ٢٣٠ و (ع) والمنتقى لابن الملّا.
(٢) في نسخة دار الكتب (وأسلم).
(٣) أي أبناء أهل فارس في اليمن. (فتوح البلدان ٣ / ١٢٥ ، ١٢٦).
(٤) في الأصل وفي (ع) والمنتقى لابن الملّا (ذادويه) ، والتحقيق من تاريخ خليفة بن خياط ـ ص ١١٧ وتاريخ الطبري ٣ / ٢٣٠ ، وفتوح البلدان للبلاذري ١ / ١٢٦ والمعرفة والتاريخ للفسوي ٣ / ٢٦٢.
(٥) السّكون : بطن من كندة. وهو السكن بن أشرس بن ثور. (اللباب ٢ / ١٢٥).
(٦) في الأصل «جشنسن» ، وفي نسخة (ع) و (ح) «خشنس» وعند الطبري ٣ / ٢٣١ : «جشيش» و «جشنس» ، وعند ابن ماكولا في الإكمال ٣ / ١٥٢ «جشيش» وقال : في نسب الفرس : جشنس جماعة. (٣ / ١٥٦) ، وورد في المشتبه للذهبي ١ / ٢٦٥ «جشيش».