وفيها جهّز سعد جندا فافتتحوا تكريت واقتسموها ، وخمّسوا الغنائم ، فأصاب الفارس منها ثلاثة آلاف درهم (١).
* * *
وفيها سار عمر إلى الشام وافتتح بيت المقدس ، وقدم إلى الجابية ـ وهي قصبة حوران ـ فخطب بها خطبة مشهورة متواترة عنه (٢).
قال زهير بن محمد المروزي : حدّثني عبد الله بن مسلم بن هرمز أنّه سمع أبا الغادية المزني قال : قدم علينا عمر الجابية ، وهو على جمل أورق (٣) ، تلوح صلعته للشمس ، ليس عليه عمامة ولا قلنسوة ، بين عودين ، ووطاؤه فرو كبش نجدي ، وهو فراشه إذا نزل ، وحقيبته شملة أو نمرة محشوّة ليفا وهي وسادته ، عليه قميص قد انخرق بعضه ودسم جيبه.
رواه أبو إسماعيل المؤدّب ، عن ابن هرمز فقال : عن أبي العالية الشّاميّ.
قنّسرين
وفيها بعث أبو عبيدة عمرو بن العاص ـ بعد فراغه من اليرموك ـ إلى قنّسرين ، فصالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية على الجزية ، وفتح سائر بلاد قنّسرين عنوة (٤).
وفيها افتتحت سروج والرّها على يدي عياض بن غنم (٥).
وفيها قال ابن الكلبيّ : سار أبو عبيدة وعلى مقدّمته خالد بن الوليد ، فحاصر أهل إيلياء (٦) ، فسألوه الصّلح على أن يكون عمر هو الّذي يعطيهم
__________________
(١) تاريخ الطبري ٤ / ٣٥ ، ٣٦.
(٢) انظر الخطبة في تاريخ الطبري ٣ / ٦٠٩ ، وفتوح الشام للأزدي ٢٥١.
(٣) أي أسمر.
(٤) تاريخ خليفة ١٣٥.
(٥) فتوح البلدان ١ / ٢٠٨.
(٦) بكسر أوله وكسر اللام : اسم مدينة بيت المقدس.