«إنّ لكلّ أمّة أمينا وأمين هذه الأمّة أبو عبيدة بن الجرّاح (١)».
وقال عبد الله بن شقيق : سألت عائشة : أيّ أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان أحبّ إليه؟ فقالت : أبو بكر ، ثمّ عمر ، ثمّ أبو عبيدة (٢).
وقال عروة بن الزّبير : قدم عمر الشام فتلقوه ، فقال : أين أخي أبو عبيدة؟ قالوا : يأتيك الآن ، فجاء على ناقة مخطوطة بحبل ، فسلّم عليه ثمّ قال للناس : انصرفوا عنّا ، فسار معه حتّى أتى منزله فنزل عليه ، فلم ير في بيته إلّا سيفه وترسه ورحله ، فقال له عمر : لو اتّخذت متاعا ـ أو قال شيئا ـ قال : يا أمير المؤمنين إنّ هذا سيبلّغنا المقيل (٣).
ومناقب أبي عبيدة كثيرة ذكرها الحافظ أبو القاسم في «تاريخ
__________________
(١) أخرجه أحمد في المسند ١ / ١٨ من طريق صفوان عن شريح بن عبيدة وراشد بن سعد وغيرهما قالوا : لما بلغ عمر بن الخطاب رضياللهعنه سرغ حدّث أنّ بالشام وباء شديدا قال : بلغني أنّ شدّة الوباء في الشام ، فقلت : إن أدركني أجلي وأبو عبيدة بن الجراح حيّ استخلفته فإن سألني الله لم استخلفته على أمّة محمد صلىاللهعليهوسلم : قلت إني سمعت رسولك صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ لكل نبيّ أمينا وأميني أبو عبيدة بن الجراح» فأنكر القوم ذلك وقالوا : ما بال عليا قريش يعنون بني فهر ثم قال : فإن أدركني أجلي ، وقد توفي أبو عبيدة استخلفت معاذ بن جبل فإن سألني ربّي عزوجل لم استخلفته؟ قلت : سمعت رسولك صلىاللهعليهوسلم يقول : إنّه يحشر يوم القيامة بين يدي العلماء نبذة.
وشريح بن عبيدة ، وراشد بن سعد لم يدركا عمر ، وأخرجه ابن سعد مختصرا في الطبقات ٣ / ٤١٢ من طريق شعبة ووهيب بن خالد ، عن خالد الحذّاء ، عن أبي قلابة ، عن أنس بن مالك ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٢٦٨ بنحوه مختصرا من طريق : كثير بن هشام ، عن جعفر بن برقان ، عن ثابت بن الحجّاج ، قال : بلغني أنّ عمر بن الخطاب قال : لو أدركت أبا عبيدة بن الجرّاح لاستخلفته وما شاورت فإن سئلت عنه قلت : استخلفت أمين الله وأمين رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
(٢) أخرجه الترمذي في المناقب (٣٦٥٧) ، وابن ماجة في المقدّمة (١٠٢) باب فضل عمر.
ورجاله ثقات. وانظر الإصابة ٢ / ٢٥٣.
(٣) رجاله ثقات ، لكنه منقطع ، وأخرجه عبد الرزاق في المصنّف ، رقم (٢٠٦٢٨) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ١٠١ ، ١٠٢ ، وأحمد بن حنبل في الزهد ١٨٤ باب أخبار أبي عبيدة بن الجراح ، وابن حجر في الإصابة ٢ / ٢٥٣ ، ٢٥٤.