وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال : أقاموا سنة أو نحوها ، فجاء رجل من تستر وقال لأبي موسى : أسألك أن تحقن دمي وأهل بيتي ومالي ، على أن أدلّك على المدخل ، فأعطاه ، قال : فابغني إنسانا سابحا ذا عقل يأتيك بأمر بيّن (١) ، فأرسل معه مجزأة بن ثور السّدوسيّ ، فأدخل من مدخل الماء ينبطح على بطنه أحيانا ويحبو حتى دخل المدينة وعرف طرقها ، وأراه العلج الهرمزان صاحبها ، فهمّ بقتله ثمّ ذكر قول أبي موسى : «لا تسبقني بأمر» ورجع إلى أبي موسى ، ثمّ إنّه دخل بخمسة وثلاثين رجلا كأنّهم البطّ يسبحون ، وطلعوا إلى السّور وكبّروا ، واقتتلوا هم ومن عندهم على السّور ، فقتل مجزأة (٢) وفتح أولئك البلد ، فتحصّن الهرمزان في برج.
وقال قتادة ، عن أنس : لم نصلّ يومئذ الغداة حتّى انتصف النّهار فما يسرّني بتلك الصّلاة الدنيا كلها (٣).
وقال ابن سيرين : قتل يومئذ البراء بن مالك (٤).
وقيل : أوّل من دخل تستر عبد الله بن مغفّل (٥) المازنيّ.
وعن الحسن قال : حوصرت تستر سنتين (٦).
وعن الشّعبي قال : حاصرهم أبو موسى ثمانية عشر شهرا ، ثمّ نزل
__________________
(١) هذه الكلمة وردت مصحّفة في نسخة دار الكتب.
(٢) جاء في تاريخ خليفة الّذي ينقل عنه المؤلّف : «فمضى بطائفة منهم إلى الباب فوضعهم عليه» ، ومضى بطائفة إلى السّور ، ومضى بمن بقي معه حتى صعد السّور فانحدر عليه علج معه نيزك ، فطعنه مجزأة فأثبته ، وكبّر المسلمون على السّور وعلى الباب ، وفتحوا الباب ، وأقبل المسلمون حتى دخلوا المدينة ، وتحصّن الهرمزان في قصبة له». (ص ١٤٥).
(٣) تاريخ خليفة ١٤٦.
(٤) تاريخ خليفة ١٤٦.
(٥) في طبقة القدسي ٣ / ١١٤ «معقل» والتصويب من تاريخ خليفة ١٤٦.
(٦) تاريخ خليفة ١٤٦.