وحمنة (١) ، وأمّها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم ، تزوّجها النبي صلىاللهعليهوسلم سنة ثلاث ، وقيل : سنة خمس ، وقيل : سنة أربع وهو أصحّ ، وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة ، قال الله تعالى : (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها) (٢) ، فكانت زينب تفخر على نساء النبيّ صلىاللهعليهوسلم وتقول زوّجكنّ أهليكنّ وزوّجني الله من فوق عرشه (٣).
وكانت ديّنة ورعة كثيرة البرّ والصّدقة ، وكانت أوّل نسائه صلىاللهعليهوسلم لحوقا به ، فصلّى عليها عمر.
أخرج مسلم من حديث عائشة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال يوما لنسائه : «أسرعكن لحوقا بي أطولكنّ يدا». قالت : فكنّ يتطوّلن أيّتهنّ أطول يدا ، فكانت زينب أطولنا يدا لأنّها كانت تعمل وتتصدّق (٤).
__________________
(١) في نسخة دار الكتب «حبه» والتصويب من الأصل وغيره.
(٢) سورة الأحزاب ، الآية ٣٧.
(٣) أخرجه البخاري في التوحيد ٨ / ١٧٥ باب : (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) ، من طريق : أنس ، قال : جاء زيد بن حارثة يشكو فجعل النبيّ صلىاللهعليهوسلم يقول : «اتّق الله وأمسك عليك زوجك». قالت عائشة : لو كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم كاتما شيئا لكتم هذه ، قال : فكانت زينب تفخر على أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم تقول : زوّجكن أهاليكنّ وزوّجني الله تعالى من فوق سبع سماوات. ومسلم في كتاب النكاح ، باب زواج النبيّ صلىاللهعليهوسلم بزينب بنت جحش ، وأخرجه أبو عبيدة في تسمية أزواج النبيّ ٦٢ ، والطبراني في المعجم الكبير ٢٤ / ٣٩ رقم ١٠٧ من طريق أبي قتيبة ، عن عيسى بن طهمان ، عن أنس بن مالك ، وابن سعد في الطبقات ٨ / ١٠٣ من طريق : عارم بن الفضل ، عن حمّاد بن زيد ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : نزلت في زينب بنت جحش : (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها). قال : فكانت تفخر على نساء النبيّ صلىاللهعليهوسلم تقول : زوّجكن أهلكنّ وزوّجني الله من فوق سبع سماوات. وانظر : المستدرك ٤ / ٢٥.
(٤) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (٢٤٥٣) باب من فضائل زينب أمّ المؤمنين ، من طريق عائشة بنت طلحة ، عن عائشة أمّ المؤمنين قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أسرعكنّ لحاقا بي أطولكنّ يدا» قالت : فكنّ يتطاولن أيّتهنّ أطول يدا. فكانت أطول يدا زينب ، لأنها كانت تعمل بيدها وتصدّق. وأخرج البخاري من حديث عائشة رضياللهعنها أنّ بعض أزواج النبيّ صلىاللهعليهوسلم قلن للنبيّ صلىاللهعليهوسلم أيّنا أسرع بك لحوقا؟ قال : «أطولكن يدا» ، فأخذوا قصبة يذرعونها ،