وقيل : إنّ نوفلا أخاه توفّي في هذه السنة ، وقد مرّ.
وكان أبو سفيان أخا النّبيّ صلىاللهعليهوسلم من الرّضاعة ، أرضعتهما حليمة السّعديّة ، سمّاه «المغيرة» ابن الكلبيّ (١) والزّبير ، وقال آخرون : اسمه كنيته وأخوه المغيرة. وبلغنا أنّ الذين كانوا يشبهون رسول الله صلىاللهعليهوسلم : جعفر بن أبي طالب ، والحسن بن عليّ ، وقثم بن العبّاس ، وأبو سفيان بن الحارث.
وكان أبو سفيان من شعراء بني هاشم ، أسلم يوم الفتح ، وكان قد وقع منه كلام في النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وإيّاه عنى حسّان بقوله :
ألا أبلغ أبا سفيان عنّي |
|
مغلغلة فقد برح الخفاء |
هجوت محمّدا فأجبت عنه |
|
وعند الله في ذاك الجزاء (٢) |
ثمّ أسلم وحسن إسلامه ، وحضر فتح مكة مسلما ، وأبلى يوم حنين بلاء حسنا (٣).
فروى ابن إسحاق ، عن عاصم بن عمر ، عمّن حدّثه قال : وتراجع الناس يوم حنين ، [وثبت أبو سفيان مع النّبيّ صلىاللهعليهوسلم مع من ثبت] (٤) ، ثمّ إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أحبّ أبا سفيان وشهد له بالجنّة وقال : «أرجو أن يكون خلفا من حمزة» (٥).
__________________
(١) في نسخة دار الكتب «بن الكلدي» والتصحيح من الأصل و «أسد الغابة» وفيه أنّ ممّن سمّاه كذلك : إبراهيم بن المنذر.
(٢) البيتان من قصيدة طويلة لحسّان قالها يوم فتح مكة ، أوّلها :
عفت ذات الأصابع فالجواء |
|
إلى عذراء منزلها خلاء |
وهي في : ديوان حسّان بن ثابت ١١ ـ ١٤ طبعة دار احياء التراث العربيّ ، وسيرة ابن هشام ٤ / ١٠٦ ، ١٠٧ ، والبيتان أيضا في الاستيعاب ٤ / ٨٤ ، وفي الإصابة ٤ / ٩٠ البيت الثاني فقط.
(٣) المستدرك ٣ / ٢٥٤ ، الاستيعاب ٤ / ٨٤.
(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل والنسخة (ع) ، والاستدراك من : ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربى للمحبّ الطبري ٢٤٢.
(٥) ابن سعد ٤ / ٥٠ ، الاستيعاب ٤ / ٨٤ ، المستدرك ٣ / ٢٥٥ وليس في هذه المصادر شيء عن «حمزة» كما ورد هنا.